(قصيدةُ إمرأةٍ من أوغندا)
أنا هكذا بعينٍ واحدةْ
ك دولفينٍ نائم بعينٍ واحدةْ
وبحاجبٍ واحدْ
والحاجبُ الأخر كجسرٍ منسوفٍ
أحاولُ أن أجعلَ له
أثرٌ على مساحةِ محياي
فمرةٌ وجدتُه يهربُ من
من فوقِ عيني زاحفًا كدودةُ القزِّ
إلى قلمِ الكحلةِ!
وأملكُ أذنًا واحدةً
متضامنةً مع فان جوخْ
و لكني لم أقطعْها ك بصلةٍ
ولكن قضمَها أصحابُ اللحى طويلةْ
لكي يتجرعُ كاساتِ العرقِ
على سريرِ الجهادِ!
كذلك بنصفِ شفاهٍ
قبلني زوجي المتمردْ
ضدّ الله
وبصقَ أبتسامةً وأبتلعَ لحمةَ شفاهٍ نيئه
وجعلَ في يدي عضةً على شكلِ ساعةٍ
ولكنها باتت تلوكني كما تفعل ساعةٌ
في عظامِ جدارِ رخامٍ عندما تلوكُ أعمارُنا بثواني!
عنقي شفّافٌ ك عنقِ قنينةِ بيرتي الملساءْ
لحستْهُ ألسنُ الذبابَ والبعوضَ
ووشوم عليه أسنانهم
وأظافرُهم النائمةُ تحتها
سكين للفاعلِ والملحِ للمفعولِ به!
آهٍ وبيدٍ واحدةٍ أطهو
وجباتَنا اليوميةَ
وأقشرُ رؤوسَ حزني
بيدٍ واحدةٍ
وأمشطُ خصلاتَ شعري
كحقلٍ من شعيرٍ محترقْ
أحاولُ أن ألمسَ حلمةَ نهدي المقطوعُ
المفخخْ ببارودِ الألمِ
وصدري المشتعلْ
كغابةٍ تحترقُ من عقبِ سيجارةِ
مراهقٍ!
كل هذا حدثَ في جسدي الأزرقْ البائسْ
أنا إٌمرأةٌ تحاولُ أن تضعَ
المساحيقَ دون مرآةٍ
تكشفُ آثارَ مقابرِ
الأعضاءُ جماعيةْ!
محمدصالح