شعر فصحى

رياض الغريب. /العراق

أحد الجنود

احد الجنود
رياض الغريب

لم يكن يوما ما أحدا
او هامشا تمر عليه عربات الخضار
او الباعة المتجولين في الأحياء القديمة
لم يكن طالب مجد
لكنه كان يحب البلاد
ويهرول لحروبها
وكلما انتهت حرب
عاد الى المرآة
يستل من قلبه أوجاعها
وجنودها
وماتبقى منهم في ارض المعركة

لم يكن يوما احدا
كانت له امرأة يقشر فاكهتها
ويمضغ صوتها حين تغيب
مااجمل الرسائل التي يكتبها
حين كان بعيدا
ووحيدا
تلاحقه الحرب
بشظاياها
وقذائفها
ما أجمل صوته
حين يغني لرفاقه في المواضع
يسمعه النخيل
يهمس لسعفاته
ويئن لحاله

لم يكن يوما أحدا
كان مواطنا صالحا للشتائم
الرئيس يشتمه
والشرطي في الزقاق
يكتب عنه تقارير سرية
لكنه
كان شجاعا
تحمل الشتائم
والنظرات
وانقاد لحرب الرئيس
لمرات ومرات
لكنه ظل مواطنا صالحا
كل الجدران تعرفه
والطريق

لم يكن يوما أحدا
لكنه في حرب جديدة
تركه الجنود قرب وحشته
وحيدا
ومجهولا
لايدل عليه سوى مكان القذيفة
..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق