الأشلاء
1
في آخر الليل
قمم الأشجار الغارقة في البرودة والندى
تستمع
الأسماك الكسولة في قاع النيل والترع
تستمع
الديدان في بياتها الشتوي القارس
تستمع
في آخر الليل
من قمم المآذن
كرنفال الضجيج يكتب المشهد
يحسبه الغافلون فوضى
بينما السابحون في الوجد
يجمعون أشلاءهم
من بقايا الماء والأشجار
من التراب وأغاريد الطيور
وفوح العبير
2
هذا الصباح
نزل على الأرض مطر
خاله الغافلون وحلا
قالوا
المصائب لا تأتي فرادى
لم يبصروا شقوق الأرض ويبوسة الأغصان
وقاع النهر
الذي صار مرتعا للخنافس والجرذان
أيها الغافلون
لولا الضد ما ظهرت في المعاني أسماؤها
3
أرسلت قلبي رسولا
إلى شاطئ النهر
فعاين الينبوع
طنين النحل
بللور الماء المتطاير على أجنحة الإوز السابح
أرسلت قلبي رسولا
فبلّغ النهر أسمائي
وأرشدهم إلىّ
4
والذين حشروا أسماءهم في لجة التاريخ
فبدت منهم البغضاء
وناصبوا أشلاءهم العداوة
فغاصوا في السراب