موعد مع المرفإ الأخير .. ( في ذكرى 20 يونيو )
الإثنين 2016 / 06 / 20
( 1 ) – في المرفإ الأخير
ركبت موجة ثائرة
في فنجان باخوس الأدرد
نسيه على طاولة قمار
وضع المسنون فيه أضراس عقولهم .
يحسب خطواته قيد صمم
يولول في فك طفل يمضغ إبهامه.
سمعت السمك يشكو شخيره للمحار
من أجل رغيف خبز
تسولته محترفة حزن لقيط فضلات النهار
من ماخور ﻻ يرتاده الخريف…..
يصحو على لوعة دوار مكتوب بأحمر شفاه
لغانية تنسى دوما صوتها على حافة خمر. …
مخمور يلوح بعظامه
منذ احتسى أمعاءه راحا في الرغيف
ليفتح شفتيه على صنبور الريح….
سلخ الفقر عيونهم وتوطنت عروق الأنين
في لحظة وقوف تحت هجير يلعن قمرا
يلاعب نهدي إمرأة ساعة طلوع الشمس
ينسى أطفال شوارع يمرون على الرمل. …
يلحسون أطراف الموج …
يسكبون نبيذ هجرة هرب عليها البحر….
يحيكون شبكة أفرغت خيوطها….
على قشرة سكين لم يشحذ أسنانه
فوق صخرة عامت غرقا ….
في أنين تمساح أكله تنين. ..
( 2 ) – في المرفإ الأخير
ألقيت تحية على الغائبين في عورة الماء
يعضون النواجد على قنينة غاز مثقوبة
أفرغت حمولتها في شاحنة مسروقة
من أعالي الرمال ومقالع الكهرباء
تلوح بأغطية الصعالكة ….
توزعها بين فرجة الطريق وفواهة المسير. …
( 3 ) – كدت أنسى أن للمرفإ الأخير
صورة على جدار مثقل بهموم العابرين
فوق إسفنجة امتصت عرق الكادحين
لوحت بالجوارب أعمدة
للصاعدين إلى بثرة الجوع. …
يستلهمون مسمار عجين اختمر بيد صياد
أفلت صنارة تاهت
عن شاطئ الأطفال الضائعين….
( 4 ) – وقفت في المرفإ الأخير
أحاسب سلة حلم مفرغ
من الغيوم العابرة للأمعاء
خلف أسورة الحزن الأبيض….
فوق روابي صمت السنين
أفرغت كل محتوياتي في المرفإ الأخير….
مددت يدي بفناجين ملل يسقي السكارى نبيذا
يقترف خطأ العودة إلى غواصة أثقنت الرقص
على أجساد النزوح في جوف الحوت
باطن معدن أصيل أتلف أسماء شاحذيه
في عربة تحمل الموتى
إلى مستودع أحلامهم الأخير. …
فاطمة شاوتي / المغرب