من شرف الصباح
طفل فجر
يرش بخراطيمه سدول العتمة،
ترتشف السماء
في تؤدة صامتة بقعا بيضاء
فيما تشرئبُّ قطعان النبات بلهفة إلى نثار الضوء
بعد صوم ليل ملغى
فراسة الصباح
تتصيد بقايا العور المكابرة
بعنفوان الفيض؛
رويدا رويدا،
ينبلج من شرانق الظل
فَراش فضيّ
يرجرج ركود كينونة تتثاءب
أمتطي صباحا وأركل الليل
الصبيحة نور؛
الورود صحون فضائية مستغرقة
في التقاط موجات اللون المكتسحة
من الأقاصي؛
في قفصي طائر أحمر
يرنو إلى الطقس
بغبطة الأخضر وجناحين زرقاوين
بودي صوغ مشتل صباحات
أسقيها بِقِرَب من مصفى النيازك
و أهديها قطوفا طازجة
لمن به خصاصة إلى برعم نهار
أو من ألمت به تخمة ظلام
خذ ألوان قوس قزح
و اعجنها في خلاط التشكيل البصير،
يأتيك الصباح أسرابا، أسرابا
من زوايا الرؤية الأربع
لا تعول كثيرا أيها الصباح
على عين الشمس لتبلجك؛
في إقلاعها من الشرق،
قد تعميها غمامة طائشة
أو دخان براميل متفجرة؛
حتى إن وصلت مغتمة متعبة،
دعها تخلد إلى قيلولتها
و لتطلع أنت من أعين الأطفال
أيها الصباح
كن سليط البزوغ
في حضرة الظل
أوضّب ربطة عنق الصباح
وأُزيّنُه بوردة حمراء في جيب السترة
استقبلِ الساعات القادمة
بحفاوة وداع ضيوف أعزاء
قد لا تكون لك فرصة الإشراق لهم
بعد الليل التالي
أعرف أن البُنَّ مشرب بعرَق إفريقي جائع
وأعرف كذلك أن تجار العبيد
الذين بُعثوا في شركات متعددة الجنسيات
لا يسددون حقوق المؤلف المحلي
لكن، اغفر لي يا صباح
فَكل خطيئتي عشقي للنكهة السمراء
لن أستضيفك أيها الصباح
لقهوة إكسبريس
سأعد لك بقلب عَطّار عاشق
دُقاق البن مضوعا بقليل من قرفة
وشيء من زنجبيل جاف
في إبريق من نحاس أصيل
كي تتذوق رَهْوًا نكهة الجدات الرفيعة