الثقافةشعر فصحى

كمال ابو النور

مصر

{ أرغبُ في هدنةٍ قليلة } كمال أبو النور
—————————————————–
عندما تضعين يديك في يديّ
تتساقطُ الأسوارُ
وتنبُتُ لكلينا أجنحةٌ
وتتوارى مفاهيمُ الثورةِ
أرغبُ في هدنةٍ قليلةٍ
نقفِزُ معًا في الشوارعِ
حين تسقطُ الأمطارُ بشدةٍ
كأيّ عاشقَينِ مراهقَينِ
نحتسي الشايَ علي الكورنيش
ونخطفُ بضعَ قبلاتٍ
–تعلمين أنّ القبلاتِ المسروقةَ
لها طعمٌ آخرَ
تظلّ عالقةً في الذاكرةِ–
نعودُ إلى المنزلِ
مُحَمَّلينَ بأجولةٍ من التفاؤلِ
نرمِّمُ الحوائطَ المتهالكةَ
ونشعلُ الحرائقَ
التي فقدناها منذ زمنِ بعيدٍ
تذكَّري دائما أنَّكِ ستظلِّينَ
عصفورةً صغيرةً
فلاتطيلي النظرَ في المرآةِ
إلي البياضِ الزاحفِ نحو شعرِكِ
//
مازلتُ أزرعُ قلبي
من الفيضان الناتجِ
عن تشابُكِ أصابعِنا
–لاأعرفُ لماذا لايوفِّر العالمُ
مدنًا بكاملِها للعشاقِ
حتى لايشتكي من قلةِ المياه–
رائحةُ فمِكِ مازالت تعطِّرُ فمي
أعلمُ تمامًا أنّ امرأةً ما
تنتظرُ نومي حتى تقطُفَ وردةً
تخرجُ من فمي كلّ مساءٍ
آهٍ لو تعرفُ أنها رائحةُ فمِكِ
لوضعَت قنبلةً في فمي
//
من يومِ أن قتلتُكِ
وأنا شحاذٌ فاشلٌ
وقلبي بلا منزلٍ ولا غطاءٍ
لاأعرفُ كيف أحرِّرُ أطرافي
من هذا الصقيع؟
//
أحلُمُ بوردةٍ تنبُتُ في الجحيمِ
أو آلةٍ للزمنِ تعيدُ الحرارةَ إلى قلبي
تعيدُ الأبيضَ والأخضرَ
إلى العربةِ الأولى في القطارِ
القطارُ الذي توقَّفَ لانصهارِ القضبانِ
من دموعِكِ الساخنة
//
خصلةُ شعرِكِ تعيسةٌ
وقلبُكِ يحتاجُ إلى تدليكٍ عاطفيّ
اصرخي كثيرًا واضحكي كثيرًا
تخلَّصي من هذه الأقنعةِ
وتعالَي نقلِّد الرقصةَ الأولى
مازلنا نستطيعُ أن نحاكي الذكرياتِ
ضعي رأسَكِ على قدميّ
مازلتُ أحتفظُ بكل الحواديتِ
نامي جيدا
وتأكَّدي أنكِ ستصبحين
على وجهِ طفلةٍ تائهةٍ
تعودُ إليكِ في الصباح
( كمال أبو النور)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق