الثقافةشعر فصحى

عامر الطيب

العراق

لا أستطيع أن أعيش في مكان واحد
مثل نهر يابس
أو مثل طير عظيم في المتحف
أو مثل الأشياء الأخرى
التي نتداولها في الحبِّ
أثراً على أثرٍ
دون أنْ نفتشَ مرة عن حياتها ..
لا أستطيع أن أكون هنا
في النهار
و في الليل
سأخرج من البيت كأنَّ امرأة تنتظرني
ملكاً لنفسي أو ملكاً لسواي،
في نهاية الغابة لا يوجد وحش
و تحت الدم لا يوجد أثر يضيء العالم
فينبغي علي أن أراقبكِ
كأنَّك امرأة خلف امرأة
في الأماكن البعيدة أو في الايام
أو في الأرض المستديرة كمستطيل
على عيوننا،
و ينبغي علي أن أرى
الحبَّ طريقاً طويلة مثل الشلالات
و أحبكِ
لأتخلص من أقصر خطواتي !

زاوياكَ تشبه ذواتك
فإن كنت في غرفة من أربع زوايا
فابحث عن أربع ذوات
و إن كنت في مكان فارغ
وحيداً تتوقع نهاية أشياء بسيطة في الأرض
فابحث عن الأثر الذي يشدك الى الغرفة ذاتها !

مع افتراض أن يدك موجودة منذ الأزل
في العالم أو على كتفي
يصير من السهل
افتراض أن الآلهة موجودة هنا
منذ أزمنة بعيدة
و ستكون موجودة هناك
في أزمنة أخرى !

هل حبك أحمر أو أسود؟
إذا كان أحمراً فهو دم
و إذا كان أسوداً فهو دم زائد !

قالت زوجتي سألبس لك شيئاً
خفيفاً لتفرح بجسدي
و تنسى النساء اللواتي تشاهدهنّ في الأفلام..
سأضع يدي
على عينيك لتتوقف في الصبرِ
سأغلق الشبابيك و الأبواب
لتكتب عني
تقول ذلك مستلقية وحدها
و أنا مثل جثة تحتضر ببطء
لتضيع أطول الأوقات مع الله !

تهدرين معظم وقتك بالبحث عن أثر
تفسدين به حياتي
و تهملين الكثير من الكلمات التي أكتبها لكِ
و للعالم القديم في الثقوب ..
تهدرين وقت جلوسنا في مكانٍ
بالنظر إلى المكان
إن كان في السابق
غابة أو صحراء فارغة
أو حفرة أعمق مما هي الآن ،
و عندما اتحدث عن الحب
تطلبين مني أن أضرب لك مثالاً ملموساً
من القصص التي أحفظها
كأن علي أن أحضر لك أبطالاً قدامى
يكملون لك حكاياتي..
تهدرين وقتاً طويلاً و أنا أقبلك
بالتطلع إلى السقف
أو بإغماض عينيك لتستحضري شبحاً
و هكذا حتى في اللحظات الأخيرة من حياتك
وأنت تودين أن تكتبي وصية أخيرة
إلى الموتى الذين كانوا يحبونكِ
تهدرين وقتاً كاملاً بتفحص ملامحي
كأنك ستقولين شيئاً بذيئاً
في الحب و تموتين !

▪▪▪
#عامر الطيب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق