شعر فصحى

محمد عيد ابراهيم مصر

نقد الصنايع

نقد الصنائع
قصائد من الأدب المصريّ القديم
ترجمة: محمد عيد إبراهيم

المزيّن
يحلقُ المزيّنُ حتى ما وراء المساءِ
ليكسبَ القليلَ الذي يتبلّعُ بهِ، بغطاءٍ على كتفيهِ،
يأخذُ نفسَهُ من شارعٍ لشارعٍ
ليصطادَ أحداً جاهزاً للحلاقةِ
معتمداً على قوّةِ ذراعهِ ليملأَ بطنَهُ
كالنحلةِ الشغّالةِ وقتَ العملِ.

الخزّاف
الخزّافُ مع طِينهِ وطَميهِ ــــ
ينهضُ مبكراً مع الخدَمِ؛
يُعِيقُ الثوبُ والأعشابُ مَجهوداتهِ
حتى يوفَّقَ في حَرقِ قُدورهِ
ملابسهُ تتيبّسُ من الوَحلِ
ومئزرهُ الجلديُّ مهترئٌ؛
الهواءُ الداخلُ مِنخَرَهُ
ينزُّ مباشرةً من كِيرهِ.
يعملُ بقدميهِ مَدقّةً
ليرُضَّ بها الطينَ مفروداً،
يسعلُ باستمرارٍ في أفنيةِ البيوتِ،
وغيرُ مقبولٍ بالأماكنِ العامةِ.

البنّاء
دعني أحكي لكَ عن بنّاءِ الجدرانِ ــــ
حياتهُ مُؤسّيةٌ.
واجبهُ أن يعملَ بالخارجِ وقتَ الريحِ العاتيةِ،
ويظلُّ هكذا بالمِئزرِ القصيرِ؛
مِئزرهُ خِرقةٌ
و”بيتُ الراحةِ” عنهُ بعيدٌ.
ذراعاهُ ميتتان من استعمالهِ الإزميلَ،
وقياسهُ خطأٌ دائماً؛
يأكلُ بأصابعهِ طعامَهُ
ويغتسلُ مرةً في اليومِ.

النجّار
النجّارُ شقيٌّ وهو يمسكُ رَسمَتهُ ــــ
حينَ يقومُ بتشطيبِ غُرفةٍ،
نِطاقٍ بمقبرةٍ 6 في 10.
يمضي شَهرٌ ـــــ
أعمالهُ الخشبيةُ مشقوقةٌ، وحصيرهُ مفتّتٌ،
وكلّ ما كانَ مركّباً بعنايةٍ دُمّرَ
وعمّا قد يُزوّدُ بهِ أهلَ بيتهِ،
فليسَ بمستطيعٍ أن يُطعِمَ أولادَهُ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق