الثقافةشعر فصحى

عيد صالح

مواقعة

أعبئ الخيال في شاحنة
أو سفينة نفط عملاقة
أو طائرة جامبو
أو صاروخ عابر للقارات
حسبما توحي حالة التلبس
ومواقعة القصيدة
وقد أتركه هائما علي وجهه
كعاشق مستلب أو صوفي شف
أو سكير طاش صوابه
فراح يحطم الكئوس والنادل والرواد
وخرج الي الشارع هائجا ملتاثا
هكذا تفعل القصيدة بي
وأنا أتضور كلمة أو صورة أسدّ بها رمقي الشعري
وأدفئ صقيعي وأتيه علي أقراني
وأقدمها لعشيقاتي
اللواتي يلهمنني ويتزوجن غيري
فأنا لا أصلح الا للقصيدة التي التهمتني
وتركتني أهذي
بعيدا عن صحراء عنترة وابن الملوح
والساذج روميو
لا أحب النهايات الفاجعة
وأعشق الصدق وخربشات الأطفال
في كراسات الرسم
والمدرسة الممشوقة القوام
التي تضرب التلاميذ علي أصابعهم الغضة
لأن حبيبها أخلف موعده
وطوته أضلاع الصحراء
وهاهي قصيدتي الآن
ترتج وتترنح في الشاحنة
التي اصطدمت بقطيع عميان
والسفينة التي دهمتها العاصفة
والطائرة التي فقدت مسارها
والصاروخ الذي خرج عن مداره
في الفضاء السحيق

عيد صالح
مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق