الثقافةشعر فصحى

محمد لينسي

انا من مواليد برج الثور،

اهرب النبيذ من الحدود،

ثائر بمنجلي،

ادحرج الحياة بدهشة،

و اكدح بحفر فجر قبل ان يتحول الى متاهة.

عندما وضعتني امي

كان يوم خميس.

و كان حبل الغسيل المشترك مع الجيران

غير شاغر

نسيت أمي

ان تعد مائدة طعام كسكس

كعادتها لتحملها الى الجنود.

نسيت اخذ صورة سيلفي

كعادتها، ايضا

وهي تملأ الجرات بالماء،

و نسيتُ فجأة ان اصرخ في وجه الهواء

و انا اسقط دمعتي الاولى.

لم اولد بتميمة فرح..

حتى في بطن امي كانت قطعة من العالم

تركلني،

فأمد لها يدا مرتعشة

متوسلا هدنة مؤقتة .

لم ابتسم في وجه جدتي،

حتى و هي تجز حبل السرى بمقص.

في بحري اللجي

لم ارسم قاربا

بل كنت اطفو فوق خشبة.

و لم اطلق رصاصة لتعم الفرحة

بل نمتُ كباقي المتعبين.

وحين ترتجف السنابل

ازرع الريح في ركام الاسفلت.

كان ابي

يصارع نخلة في حقل جدي..

ليأخذ البلح

هدايا لأمي..

كان أبي يوقظ الجريد حين يشحذ ذراع الابدية.

و عندما يظفر بكسر او كدمة في ساقه.

تنهمر خرافة المطر

و تتكلس على انحدار معوله،

يعانقه غصن شجرة زيتون.. و يربت على كتفه.

لم يقل له شيئا..

فقط ابتسم.

كان أبي

يبني بيتا

ويرمم سقفه المتداعي

كعنكبوت مجد

كي لا تسقط السماء علينا

من شدة صراخنا .

أبي

عوض ان يرمم قلبه،

رهنه مؤقتا

ليشتري لنا به حلما بحجمه !!

امام منزلنا وقفتُ على صخرة ساكنة ،

لم تكن عالية

لكنها كانت متمردة !

مترنحا فوقها ..

خلت سأقبض القدر من ذيله ..

أو ألوي عنقه ليًا

لكن

لا عدت منتصرا،

و لا مكثت هناك ابد القصيدة

بل عدت الى السطر

دون أن افتق غبش الكلمات.

جلست بين المنزلتين

و غبت لبعض الوقت..

ابي لديه يد ثالثة تملأ الفراغ …!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق