شعر فصحى

جبار الكواز

العراق

(بابل)

نص/جبار الكواز. بابل/العراق

وحينما اوحى (مردوخ)
الى جدي الغرنوق
صائغ الطين
قال رجال ذوو اجنحة ولحى:
من ذا الواقف فوق كورة (شنعار)؟!
فصاح الطين :انا
لا خوف عليكم
مني
انا
الذي عجنني(مردوخ)بخمرته .
خمرته المسروقة من دنان الخوف
فيا صائغ الطين
خذ اربعة احرف
واصنع لعبتك الاولى في الحب
باء
الف
باء
لام
اب: (لا) قتله (مردوخ) قبل ولادته
لا: لا لا لا ممنوع قول(لا)
بل:لا فهي المعضلة الصغرى في قاموس الكلام
ابل:لا عُقرت في فردوس الرمل
باب: الا عباءة عشتار بال مخترق الابواب
ابى:لا لا رفض في مجالس الخمر
لب:لا هنا نحن الان في لب الارض
لباب:لا ثمة لباب واحد في ارضك ياشنعار
بلى: لا فهي سحر امام كرسي المسالك
اربعة احرف …
ايها الغرنوق الطيني
اقلبها
امزجها
ذوبها
صغها
ضع من روحك فيها
قال رجال ذوو اجنحة ولحى:
فكّر
ادعُ (مردرخ) ليقودلسانك الى الكلام
واصابعك الى مواقد الذهب
اعتذر
اعتذر
كفاني صراخا
او خوفا
أو موتا
او سجنا
ايها الجليل (مردوخ)
ضع في لساني معنى جديدا
لاربعة حروف
اثنان متشابهان
وآخر اعجم
ورابع بلا عجمة
كيف اصوغ من طين( شنعار) بلادا
بلا خوف
او موت
او سجن؟
وتلك الصبايا واقفات في الطرقات
ينتظرن عجاجة الالهة
وهي توقد ميسمها في المعاني
لا
لا
لا بابل
الّا باصابع (مردوخ)
وحين تجمهر ناس غشم
وفتيات صاهلات
كان اصبع جدي
الغرنوق الطيني
ذائبا في اصبع (مردوخ)
حين كتبا (بابل)
تبلبلتت الالسنة
وساد الصمت من ازل
فالابكم
والاصم
والاعمى
فوق العرش
يهتفون ل(مردوخ)
ويسحلون جدي الغرنوق
في طرقات بابل
اضحية
لبلبلةِ الالسن الخرس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق