شعر فصحى

خالد خشان

العراق

لا صابئة في محلة الصابئة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى / نصر حنتوش و فهد ورد

وأنت ترجع من دمك المسفوح مثل كل يوم
إياك ان ترتطم بعتبة باب تركوه مفتوحاً وغادروا
اياك ان تنحني لئلا تنفرط أسماء أولئك المعلقين في روحك
اياك ان تمر دونما ملامسة جدران البيوت وكأنك تصافحهم .

كل ما اعطاك المد ، عاصفة معبأة تركض في روحك ، أسمع دويها ، تطوف في دمك
منذ متى وأنت هنا ؟
و ماذا تفعل حينما تتألم العائلة بدلاَ منك وأنتَ لا تملك سوى فضاءات واسعة ممتلئة بألم ممن سبقوك ؟

ثمة أصابع تقطّر صدأً وافواهاً مشوهة كثر، تقف الآن على موتك ، يتأملون ما آلت اليه أيديهم ، لا أدعي أن البلاد تخنقنا واحداً واحداً ، لم نكن مقفرين في يوم ما ، تلك أيام خارجة من قيامة الله تلك سنوات البرابرة نشربها بلا نديم ، لا عزاء لك ، لا عزاء لي ، لا أحد يمنحك جناحيه ، كلّ منا يحمل شاهدة قبره ، نحن ننحدر، ننحدر بشدة أيها المندائي ، مربوطين بحبل سريّ إلى أحشائك أيتها المدن الرثّة ، مدن مهرولة خلف رائحة ضحاياها ، حيث لا صابئة في محلة الصابئة بعد الآن ، سوى غصة فوق ذكراهم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق