أرتدي بزتي العسكرية وأتأهب للقتل
أنا عادي جداً
أخرج من دماغي كل صباح
لأدخل جسدي المحشو في علب من الكارتون
لكي أبحث عن غذاء لأبنائي
لست مؤمنا بالقدر الكافي
لكي يرزقني الله كما يرزق الطير
مثل كثير من الناس
أتجرد أحياناً من إنسانيتي
أتملق رؤسائي
وأمنحهم أوصافاً ليسوا أهلاً لها
وأحيانا ً أقبل أيديهم السارقة
من أجل أبنائي
كل لحظة
أرتدي بزتي العسكرية وأتأهب للقتل
أمثل دور البلطجي بحرفية
حتي تخشاني المارة
وأقسام الشرطة التي باركتني من قبل
لكنني أفضل التلصص في الغالب
رؤسائي لا يثقون في أصابع أيديهم
لكنهم دائما ما يقعون فريسة للدهس
الدهس هو الفعل السائد
لا أريد أن أكون مدهوساً
لذا فأنا دائما إصبعي علي الزناد
لا يهم من سيقتل
أطفال الشوارع تحفظ أسمي جيدا
أنا المسؤل عن يتمهم
……………
حاولت مرة أن أعيش الحرية
وأن أربي إنسانيتي بشكل أفضل
كدت أن أهلك
لم أستطع عد الرصاصات التي أطلقت علي جسدي النحيل
رأيت الأرض تطوي من تحتي
وتزحف نحوهم
صرت هامشيا تماما
تركوني تحت حائط قديم
أرمم الثقوب التي تفتحت علي جلدي
ومضوا
أنا عادي جدا
أحلامي ليست بمستحيلة
أريد أن أحلق بلا أجنحة
وأن أصعد بلا أقدام
وأن أصرخ فأسمعُ صدي صرخاتي
رعباً يرتد بأسماع رؤسائي
أريد أن أري وطناً
يستحق أن أسقط من أجله شهيداً
أو يستحق فرحي و بكائي
……………………..
أمبارك إبراهيم القليعي
قــنا
25 /4/2019