شعر فصحى

فتحي قمري

– 1 –

تركض الرّيح في كلّ اتّجاه
ولم أملك الصّوت الملائم حتّى أسيّج السّماء.

– 2 –
لماذا تركض الرّيح ؟
هل بفعل الوجع في مفاصلها
أم لأنّ اللّيل أوسع من أحلامها ؟

– 3 –

للأشجار حشرجة ورونق أحلام عذارى وطيب عطن
وتفاصيل أخرى لا يكتم اللّيل أنفاسها
أو يطمس ما فيها من ضوء.

– 4 –

شجرة… اثنتان… ثلاث شجرات
عشرة… مائة… وألف
أعماني العدّ كأنّ الأشجار في عينيّ.

– 5 –

لأنّي صدّقت وعد الطّيور التي هاجرت
ستجدّف عيناي بكاء في أثر الشّمس.
سوف يكون للنّظر الطّويل ناحية السّماء أثر
في غمغمة الأغصان تحت قدميّ
وفي ارتعاش الهواء حين مروري بمقاعد الخشب.

– 6 –

ما من نجم يعيرني طريقه
أو تسبيح عينيه الثّملتين حدّ البكم.

– 7 –

يعاتبني اللّيل بالبلوى
ويخلط في قلبي شعائر الشّجر وأثقال السّأم
يتسرّب البرد خلال أصابعي حتّى تكاد أظفاري تجنّ.
وما من بهجة في السّماء،
سوى نجوم تهوي فؤوسها بعيدا
حيث يكدّس العدم صناديقه.

– 8 –

أحتاج آنية لهذا الحطام
وقدّاسا يليق بثياب من رحلوا.
الصّوت الرّخيم
وقلب مقشّر
وعينان تلوكان الظّلام
هي كلّ أمتعتي في إثر من رحلوا
ويداي لا تحسنان تغْسيلَ الثّياب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق