شعر فصحى
حسن هزاع
مازالت في العمرِ بقيةٌ
…………………….
المرةُ الوحيدةُ التي سرنا في اتجاهين متعاكسين
رأيتُه مغتبطًا؛ يلقي التحيةَ على البناياتِ والشوارع،
ينصتُ باهتمامٍ لحفيفِ أوراقِ الشجرِ كأصدقاءٍ قدامى،
يبتسمُ لفراشةٍ عابرةٍ ذكرتْه برائحةِ أودعَها قلبَه،
قال لي يومًا:
لم تسعفْني ذاكرةُ الماءِ الآسنِ ولا احتضارُ سمكاتٍ بلَّلها الطينُ
على شاطئهِ الخالي من أيةِ مظلاتٍ ولا حباتِ رمال
لم تسعفْني خيالاتٌ رقصتْ حولَي
هل مرَّ العمرُ كظلِّ، أم قنينةِ حزن؟
لم أسمعْ صوتًا في شرفةِ وردة
لم تشد في شفتيَّ قيثارةُ عصفور
الشمسُ بعينيَّ ضوءٌ خافتٌ يترنحُ
يغمضُ عينيه الأن
كرسيٌ بالمقهى المجاورِ أبى أن يجلسَ عليه غيرُه؛
وحده كان يربِّتُ على رجلِه الخلفيةِ اليسرى فتهدأَ وتثبت،
رأيتُهما يتعانقان
وأنا بدونه محمولٌ على أكتافِ كثيرين ، تناوبوا عليَّ
يهمسُ أحدهم للآخر:
– أجرني
لكنَّ النساءَ اللواتي ودعْنَني، أكدْنَ لي
أن بصريَ اليومَ حديد
لاتجلسي بينهن، سيلكن سيرتي، وأنت تغارين،
هن يحسدنك، لم أترك لهن قصيدةً أو حروفًا على جدارِ ومضة