شعر فصحى

وليد مسعودي

دونما خبز

يا للفجر
دونما خبز
يمر على عامل البناء
فقط هنالك الحسرات
تسري في القلب
ويا للشمس المسروقة
بعيدة جدا
عن هز عالمه المظلم
عامل البناء
لا يفتح نافذة واحدة
فقط غبار يطير
هكذا تمضي حياته
ساعات من الانتظار
مرور الوقت
يجعله يحلم كثيرا
بدخول جنة خضراء
بملاك قادم
تعالوا يا ملح الأرض
هكذا ينادي على العمال
هنا الحنطة كاملة البذور
وهنا المطر غزير جدا
فقط نحن بحاجة
الى سواعد حديدية
لتتفتح السنابل الشقراء
تلتف حول العشاق
مع أغنيات العيد
هكذا يمضي حالمنا الأسمر
يقبل وجنات نظرة
قبضة عنب وقبضة تين
لسنوات طوال
يتعب ويغفو
ولا يستيقظ
إلا على صوت الفاظ نابية
من سيارة الأجرة
تلم الناس في عراك
مشهد يومي
قبالة الشجرة اليابسة التي
تتحمل كثيرا
حيرة العمال العاطلين
وهم يحملون الجنائز
في عيونهم الحزينة
وهم يحلمون بجنة خضراء .
حالمنا الأسمر
مفلس جدا
إلى حد ان الليل في جيوبه
يتمنى خشخشة نقود
ولو لمرة واحدة في العمر .
يمر الوقت
ساعات من الانتظار
لا شيء سوى الأقدام العائدة
والقلب الخائب
أمام صور المرشحين الكثيرة
يشملهم جميعا صوت السباب
بين القديم و الحديث .
فقط هنالك الوخزات
تسري في القلب .
ماشيا معه إلى البيت
ذلك الحزن
دونما خبز
دونما خبز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق