شعر فصحى

انمار مردان

محاولة لقتل شهقة الشمس

أنمار مردان

أعتذر عن أخطاءٍ ارتكبت من غيري بحقي
لأنني الصديق الخشبي لعناوين حماقاتهم
لم يستوعبوا ظل نبضاتي في خزائنِهم
وهم يجرون عظامي من شرابِ الموتى
ولغبائِهم
أصبحت كل ُ صباحاتِهم دمية ً في يدي
وليلُهم أهزوجة ٌ منزوية ٌ في دفتر ٍ قديم
لن اغفر للأشياء التي تعلمتُها من معلم الاسلاميةِ
هو شاهدٌ مرير ٌ على شواء ِ عقولِنا اللينة ِ
التي كانت ورقةَ قمارٍ بيضاءَ
يرميها كما يرغب ٌ
كان ملتحيا ً في حب ِ الله
لا يزني
واأسفاه
مات ولم يفهم
ان الرب بستانٌ أخضر
وأعمق ُ من الذين يقولون ولا يفعلون
لن اعتذر من المشط ِ الذي تهشم َ فوق َ ظلِها
ولم اشعر بندمِهِ
ولم أحاول جاهداً لملمة َ أسنانِهِ
لأعيدِهُ إليه .. أعني خرابه
تركتُهُ ضاحكا ً حين سَمِعتُهُ يغني فوق الطاولة العجوز
تركتُهُ واقفا ً خلف ِالضغينة
يعزفُ وحدُهُ صابونة الوداع
لن اعتذر من التلفاز الذي ينثر ُ صور َ الانفجار ِ تباعا ً
ويصرخ ُ أيها الناجون من هذا الركام
عليكم بالسير ِ خلف الغربال ِ خوفا ً من السقوط ِ
وخوفا ً من النزهة ِ حين تعطي للمطر ِ صبغة ً أخرى
وبعد كل هذا الصراخ
تقودُنا الهاوية ُ عراة ً نحو خطوات الجحيم
لن اعتذر من القتلة ِ
وهم ينسون اسمي في كل ِ فوهة ٍ
حين اقضم ُ الشمس َ من فخِذِها ببراءة ٍ
لأكون غلاما ً ناضجا ً للسبايا
عسى ان لا أتجاوز َ مساحةَ الله
لن أعتذر من خطأ السماء ِ الداكن ِ مهما كانت زرقتُه ُ
لأنني لم أكن ماهراً في صيد الخفايا من الجنود ِ
ولم أكن شيطاناً يونانيا ً وأنا أدس ُ النهر َ
في ماء ِ البحر ِ الذي أكل القمر ُ نصف َ تضاريسِهِ
ولم يعد له ُ مأوى في بطن الحوت
لن أعتذر من القرن ِ الماضي برمتِهِ
وهو يتناول ُ صورَ الشهداء ِ ويؤطرُها
ولا يفكر ُ كيف سيقابلُها برحابة ِ فكرِه ِ المريض
لن أعتذر من ننماخ
فلا عاهرة ٌ ستغتسل ُ فيك بعد اليوم ِ
ولا من منجم ٍ ينقذُ رذاذَ بئرِكَ المثقوب ِ
فكلنا خطايا يا ننماخ
نذوق ُ لون َ الصحو
ولا نعرف ُ كيف ستستحم ُ ذنوبُنا في غفلة ِ الماء ِ
فآدم ُ مذُ يتمِهِ
كان ولا يزال في أفكارِنا
أشرس من أي قبر ٍ أبيض
وأكبر من الشمس ِ بدقيقتين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق