شعر فصحى

هدى الهرمي

الخبر اليقين

كل العقائدِ الموبوءةِ ترصدُ نواياكَ المشفّرةَ
و أنت مُكلّلٌ بجسدٍ مُواربْ يحتفي بالطينِ

واقفٌ قبالةَ ظلّكَ المخاتلِ
حين يهبك صولجانُ المُلكِ فقاعة من فراغٍ
فتضجّ أنفاسك بوهمِ الانتصارِ

لا شيء يردعكَ عن الخطيئةِ
إنّما تكتحلُ بعربدةِ اللّيلِ الماجنْ المثخن بالبطولةِ

هكذا تقايضُ شراسةَ الظنّ بيقينك المولودِ من رحمِ النفاقِ
لينطفىء الضوءُ في جمرِ الفحولةِ

لا شيء إطلاقاً
يحتمل تحسّسك الفاحش للظلام
و أنت ترمي بأصابعك في الجبّ كي تنجو بلا قلبٍ بصيرْ

لا شيء يعكّر مزاجك البوهيميّ
ألم تدركْ أنّها مِقصلةٌ متروكةٌ عمداً
في مضاجعِ المنذورينَ بهشَاشةِ المصيرْ

لن تخرج من شرنقة النرجسية
لن تشفى من هذيانٍ يلتهب في الشرايين

خوفك الأبدي نزف الحكايا العذراء
و من شغف الظلال بالذاكرة

فمن تحملهمْ فوقَ ظهركَ الطّاعنِ بالثّقلِ
سيرتابُ النّهار في ملامحهم الضالّةِ و تنتظرُ اللّيلَ
كي تعوي فرحاً بموتِ الضّوءِ
كي ترى الأعيُنُ الماكرة و تركب حطامك

أبداً لم تُنصفكَ البشريّةُ
كلُّ ما في الأمرِ أنّكَ إنسانٌ تتوغّلُ في الخير و الشرّ
و تلتحم بنطفة الكيان الغابر

ثمّة جروفٌ عاهرةٌ في القعرِ تُفرزُ لوثةً اللحظ
تلتقطها مساربُ متفرقةٌ لتسقيهم أجاجها
فتأتيَكَ بالخبرِ اليقينِ

هدى الهرمي/ تونس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق