أحْرسُ قصَائدي منَ الانْتحارِ
سامح درويش – المغرب
منْ هذا البُرج الذي بنيتُهُ بالكلِمات،
أطلُّ فيُرْهِبنِي العُلوُّ،
هكًذا دوْمًا من الأعْلى تنْبعُ الهاوية،
ومنَ الأسْفل ينْمُو الدّوار.
*
أنا هُنا في قمّة هذا البرْج الشّاهق،
أنْقَعُ النّجوم في لُغتي،
وأقَطّرُ أزْهارَالشّعر كأيّ عشّابٍ،
كيْ أداوِيَ أحْلامي من نَزلاتِ السّعال.
*
أنا هُنا أتكفّلُ بالمَجاز،
مُنذْ أصيب بداء البَارْكِنْسُونْ،
كأيّ خادِمٍ بدار العَجزة ،
أنَاوِلُه عكّازَه الصّقيلَ كلّمَا هَمَّ بالوُقوفِ،
أغيّرُ حفّاظاتِه،
وأذَكّرُهُ بمَواقِيت الدّواء.
*
منْ عُلوِّهذا البُرج الذي بنيتُه بالكلِمات،
أحْمِي أوْهامي
من أوهامٍ أشْرَسَ منْها،
بِيُمْنايَ أشدُّ السّماء منْ فوْقِي،
وباليُسْرَى أحْرسُ قصَائدَي منَ الانْتحارِ.