شعر فصحى

بسما امير

جرائدُ اليومِ مُقفرةٌ
ولا جديد
غسيلنُا مازالَ فوقَ الحبالِ
يتأرجحُ ،، والريحُ تمزّق الثّياب ،،
ونتساقطُ في رقعةٍ
من جريدة ،،

جرائدُ العالم
تروجُ عنّا الأكاذيب
الجميعُ هنا بخيرٍ
جنودُنا عادوا من حروب الرّدة
وصورُ الخُوذاتِ تحكي
للجدّات قصصاً مسلّية ،،
والنساءُ يكتحلْنَ دوريّا بالرّماد

خشبُ التوابيتِ من النّوعِ الجيد
قالها جنديّ
تفوحُ من صوته روائحُ عجزٍ
يطلبُ أن يستعيرَ صوتي ليدفنَ
هذا الموت ،
فأعيرهُ رأسي ليدخّنَ
ما تبقى من أنفاسِه

بينما أسردُّ على مسامعِه
أخر النكتات
مخلفاتُ الحربِ إشاعةٌ كبرى
أطلقتْها صحيفةُ فرنسيّة
وما يترددُ حولَ ضحايا البردِ ، والجّوعِ
تدخّلٌ أجنبي سافرٌ

شؤونُنا الداخلية بخيرٍ
تقيمُ اليوم حفلةً استعراضية
مسرحُنا كبير ، وجمهورُنا متواطِئٌ
مع المُمثلين ،، تصوّروا !!

لا صحةَ لما نُشِرَ حول إحصائيةٍ تشيرُ إلى عددِ الضحايا ،
جارتُنا ماتزالُ ترتدي لزوجِها الميّتِ قميصاً شفافاً وتهرعُ لاستقبالِه كلّما سمعَتْ طرْقاً خفيفاً على بابها

ثمّةَ نكتاتٌ مخبأةٌ لفصلٍ قادمٍ
في غرفٍ مُظلمة تطيحُ برأسي
هدايا الحبّ في بلادي لا تنتهي ،،
فيا رفيقي ،، كُن مثلي حبيباً صالحاً
لهذا الخراب ،،
وانتظر ،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق