شعر فصحى

احلام عثمان

سوريا

صمتٌ في كل مكان
صمتٌ ينخر عظام الفراغ ويتلحّف أنينهُ الصّدى.
صمتٌ ضرير ، يشذّب الجوري في حدائقي ويقصّم ظهر عطرها
صمتٌ يتلّوى بين أصابعنا المتشابكة ونحن جالسان نحاول الحب ويخذلنا.

صمت صمت صمت ، أفواهٌ مفتوحة وألسنةٌ موصدة .

أحبّ الأسرار أحبّ العمق الموجع في عينيك
أحبُّ خوفاً مرتجفاً تحت وشاح ظلّك
أحب غرابتك ، وأطرافك معلّقة من غيمة تحتقنُ بملح الوشاية .
أُحبّ سخونة الدم على شفاه جرحك ،
يعوي لأجلها ذئب قديم في جلدي .

في هذه البلاد لاتوجد بحار تغني ،
محيطات باردة ،
صمّاءُ بنا وقاسية على رهافة الروح .
علينا الغناء ونحن لانجيده
علينا التحليق ولايوجد سوى الهباء
علينا الموت أمام حانات التيه ممدّدين كالكلاب المخذولة على شوارع النسيان .

كيف نعيد بناء بابل فينا ..!
نحن الذين اختلفنا على لغة واحدة ، واتفقّنا على العدم .

تلك الكلمات ماعادت تنقذني
وذاك الوجع لم يعدّ سخيّاً في ذاكرتي ،
حنين النهر ورأفة العصافير على نافذة الصباح
مواء الوحدة تحت سريري القديم وفساتينٌ في خزائني مسجّاة بالتنمّر و مكبّلةً بالتردد أيضاً ،
تلك القصائد مسرحٌ لحياتنا الفاشلة.

بكيتُ لأني لم أجد قفراً ولا نخلةً أتكئ بثقلي على خصرها
لم أجد حبّة تمر أُطعمها لصغار قلبي قبل أن يتيبسّوا تحت شمس الظهيرة
لم أجد سوى الرمال، سوى الرمال، سواك،
رمل تغلغل بين أصابعي
وأنا أمد يديّ للنجاة
صرت يدكَ فقط .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق