اليوم
أغلقوا آخرَ فندقٍ في دمشق،
والغرباءُ أخفضوا أصواتهم،
وذهبوا إلى المطار…
لا أحدَ بعد الآن
سيُصوّرُ قلاعنا ولا أزياءنا،
لن نسمعَ ثانيةً
ضحكاتِ النساء في البارات،
فالغرباءُ كلهم
أطفؤوا مصابيحهم
وطاروا…
اليوم
أغلقوا آخرَ قلبٍ في دمشق،
نادلُ المقهى
يصبُّ الشايَ لصورته في المرايا،
والعسكريُّ على بابِ البرلمان
يتثاءبُ،
ويراقبُ قطةً تبولُ على صورةِ سيّده،
وفي النافذة العلويّةِ للمبنى المُطلِّ على حاجزِ الأمن
امرأةُ بقميصٍ شفاف، وعينينٍ مُدللتين
تشربُ الويسكي،
وتبصقُ على العلم المرفرفِ أسفلَ بنادقهم،
بينما الجنودُ في الشوارعِ
يصيدون العصافيرَ والمظاهرات،
والكهنةُ كعادتهم
يُبدّلون الآلهةَ…
لكن طفلاً من حرير
طفلاً بقلبٍ أبيضَ، وساقٍ اصطناعية
يُبللُّ بردى بالدموعِ
كيلا يجفّ…