عصفور غريب
ينقر بلور الشوق
رسالة مؤجلة
زهرة
قصيدة “رغيفُ فجرٍ ساخنٍ ”
أطُّل من شرفةٍ ماردةٍ
أراهم بائسين..
يلتهمون عشبَ الصّبرِ
ينتظرون…
يصدحون في صمتِ السّنابلِ
الحُبلى بغضبِ الأرضِ…
تلك الواحاتُ العاريةُ.. واجمةُ العطرِ..
لا حمامَ يعشّش في بحيراتِ العيونِ الدّامعةِ..
وذاك الشّمالُ يُضمر صقيعَ الصّنوبرِ..
ورجفةُ أيادٍ.. أشعلت دمَها قنديلاً للّيلِ
وأناشيدُ المدارسِ المنكوبةِ
غافيةٌ على جثثِ الرّاياتِ المنسيّةِ…
لا سهولَ لناياتِ المراعي..
لملمت الشمسُ عرقَها
سكبتُه في ثغر التّرابِ الحزينِ
وقلبي..
ليل يرتشف غربتَه..
يرقُبُ تلال الوجع..
ينزِفُ ألفَ دِفقٍ وصهيلٍ..
وأنا بين طبولِ الغضبِ أعوي قصائدَك الثائرةَ..
أكتبك لأرثيك..
يا عطرَ أمّي.. كم عصرتُ ثديَ حنيني
وأغمضتُ مقلتَيّ
ورسمتُ خرائطَ لينابيعِ البكاءِ ..
أسترق بناتِ أفكارِك الماردةَ…
ودجى السرابِ يلبسك
كيف ألملم نداءاتِ المدنِ
وثمارَ التّفاحِ
وأفتح أبوابَ العناقِ؟
كيف أملأ جيوبَ الفقراءِ
بزهراتِ الياسمينِ
ورغيفِ الفجرِ السّاخنِ..
موغلةٌ في أحشاءِ الأرضِ…
عناكبُ خوفٍ تبتلعُ غبطتي
سأغني للسماءِ
ملحمةَ الفراشاتِ البيضِ
نحيلة هي الزّهورُ
في حضرةِ الرّياحِ
وأقلامُنا.. أدمنت أصابعَ الوجعِ
ذبلتْ بين عبثِ الغيماتِ…
لمن سأكتب قصائدي
وأخبئ دفاترَ حزني؟
لا تاريخَ يُسعفني.. عديمةٌ هي ثورةُ الأقلامِ
في حضرةِ تحجّرِ المشاعرِ…
من سيكتب عنّي؟
وكلُّ ما في الوطنِ يشبهني
لا صوتَ له..
لا صدى للقلوبِ الشّفوقة..
من سيذرف هديلَ دموعِك أيّتها الحمائمُ البيضُ؟
على سنابلِ الحبّ
يسقي عطشَ الاقلام
المولعة بالنار….
أيّها السنونو… هاتِ جناحَ غبطتِك
وصدى أنفاسِك النّاعمة
فلقد صدحتْ في أذني
رائحةُ العمى..
لا عيونَ لجدرانِ الغربةِ..
أشتاق إلى رغيفِ كوخٍ
شيّدتُ فيه أجملَ قصائدي
وقبلةٍ غجريّةٍ
من حبيبٍ مجهولٍ
ذات صباحاتٍ
أشرقتُ بزبدِ الأفق..
وهمسُ البحر.. يدعوني
لرحلةٍ على صهوةِ النّسيان..
لا روضَ للأحلامِ
يعير الوطنَ غيثَ بسمتِه
كيف تشرق شمسُك ومرآة الصّبحِ ملطّخةٌ بخطايا اللّيلِ
زهرة النابلي تابت