” هكذا قالوا ! ”
قالوا:هما يومان
هيّا أسرعوا
لا تلمّوا الغسيل المنشور على الحبال
سنرجع قبل أن ييبس
ولا داعي لسقي أصص الورد
ولالترتيب الأسرّة ولعب الأطفال
ولا لرشّ الممرّ بمبيد الحشرات
ولا لشدّ الستائر على الشبابيك
ولا لتغطية المزهريّات في غرفة الضيوف
ولالفصل ساعة الكهرباء أو ربط جرّة الغاز
ولا لجلو فناجين السهرة أو رفع الصابونة إلى مطرحها فوق المغسلة
ولا لأن تغلقوا صفحاتكم على الفيس
أو قناة الجزيرة
هيّا
لا تسرفوا في وداع الجيران
لا توصّوا بشيء
قميص واحد يكفي
ربطة خبز ، قنّينة زيت وعلبة حليب
عجّلوا
لاتأخذوا معكم أمشاطا أوشفرات حلاقة أو معجون أسنان أومكواة
دعوا كتب المدرسة مفتوحة والدفاتر
سيلحّق الأولاد تحضيرهم
ولن يأخذوا أصفارا في الامتحان الأخير
قولوا للنسوة يخففن من البكاء،
حتّى لاترتخي الإصبع التي على الزناد
ارفعوا الرأس عاليا
حتّى لا تقلّ هيبتكم في عيون الآخرين
ردّوا الباب ردّا بلا طقّة واحدة في القفل
ولا تمسحوا الغبار عن نحاسية الاسم
المعلّق على عنقه
لا تنفضوا المداس أمامه
ومسموح في الحرب
أن تعطّلوا دعاء الخروج من المنزل
وتقتضي العجلة أن تستبدلوا بالوضوء التيمّم بعد حين
في تراب أرض الله الواسعة ،هيّا هيّا
انزلوا درجتين درجتين
واذهبوا ، الشمس في ظهوركم
ولا تتركوا للظلال أن تمسك بأقدامكم
وواسوا بعضكم : النبيّ هاجر ،
المؤمن منصاب
والصبر بلسم
ولا تلتفتوا إلى وراء
إلى مكان تعودون إليه بعد برهة
معزّزين مكرّمين
هيّا هيّا
هيّا
وحدهنّ العجائز أسرعن يهززن برؤوسهن ، كأنّما كنّ أحسسن أنّها “طويلة”
فقد جهّزن منذ أوّل جمعة
بين قطن المخدة التي لن يتخلين عنها
دفاتر العائلة وسندات التمليك
وفرطن في الصّرر بين حبّات التين اليابس أطواق العقيق وسلاسل الفضّة
وفتلن أمّات الألف في دكك سراويلهنّ
وهناك بين الأثداء
مصاحف صغيرة من الذهب ومفاتيح