الثقافةشعر فصحى

رياض الغريب

العراق

مثل جسر كبير أنت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر : رياض الغريب
الى .. الشاعر حازم هاشم

الى مَن يقترب ُ
وهو يضعُ رأسهُ على وسائدَ ايامهِ ليرى وردةٌ ذبلت يقول لصديقه البعيد حزين وذابل على فراشي وخمرة الامس لم تسكر لهفتي وانتظاري لكذبة موت الياسمين في طريق الوحشة من يدرك وجع الغياب غير انكساري.
مع اقتراب الوقت من لهفته وهو يغزل مطرا يتساقط داخل روحه فتش عنه بين اكوام احلامه واراد ان يمنح للشاعر لغة اخرى غير تلك التي تعلمها في طريق رحلته.
كم هي مؤلمة نومتك الان
هل تحلم صديقي
كيف رأيت بكاء القلب
قرب نعش يمر
لعاشق اخذته الصحراء
اخذته بداوة الهواء
الركض وراء الوهم
كيف وجدته
وانت تغفو على وسائد دمعك
غير مصدق
انه غائب عن درسه هذا الصباح
مسن انت على فراش الخوف يحوي قلبك على سرير واحد للاسئلة يحوي شرفة تطل على الالم يحوي ظل رجل هو انت ترى تلميذك الوحيد لتقول
(خائب انا
مثل جسر كبير جف تحته نهره
ولن يعود
مثل شجرة ارعب الرصاص عصافيرها فغادرت
ومثل شاعر ميت يحتفى به)
الاحتفاء نكتشفه حين نصبح وجها لوجه معه هذا الذي ارعب كلكامش وارعبنا جميعا حين وضعنا سلة في نهر تدفق في ارواحنا وقلنا سيرعاك من ينظر اليك متكبرا وشامخا في علياء صباحاته حين تتنفس رائحة الرحيل ومايتركه من اثر وندوب في قلوبنا كنت انت معنا ونحن نراقب محنتنا وكيف خلت المقاعد منهم الواحد اثر اخر.
الرصاصة التي استقرت في قلبه لم تكن سوى رصاصة متشظية في قلوب كثيرة قلبك مثلا
قلب الام
قلب العاشقة
قلب الطريق المؤدي لدرسه الصباحي
قلب الاصدقاء
وهم يلوحون للوحشة
قلب الله
وهو ينظر لك
لهم وهم يضعون الرصاصة في فمه
ليصمت الحب
هم سواد تكوم في طريق ايامنا اكتشفنا هذا وذهبنا نستبق لنترك العاشق وحيدا يلهث في اللحظة بين المسافة والرصاصة بين الرصاصة ووجه الحبيبة بين الرصاصة ودرسه الاخير بين الرصاصة وهو يفكر كيف سيكون وجهك وانت تنظر للمقعد الفارغ بين الرصاصة ورسالة دسها في جيب قميصه الابيض بين الرصاصة وانت تصفق بيديك( حرامات) .
لماذا يصمت الحب عندنا
وتعلو اصوات الرصاص
خلف التل
كلكامش مات
والمعلم ينظر لسبورته
ودرسه الصباحي
والمقاعد الفارغة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق