شعر فصحى

نامق عبد ذيب

العُشّاق
نامق عبد ذيب
العراق
لم تُبقِ لهمُ الأيامُ
ما يسدّونَ به رَمَقَ قلوبِهم
وفي ما لا يُرى
غابوا
.
في زوّاداتهم :
بقايا أوراقٍ مجعّدةٍ
ولُحاءٌ من شجرٍ قديم رسموا عليه قلوبًا
وأغانيَ منسيّة
.
احتفلوا بما رسموه على الجدران من رسائلَ
احتفلوا بالسِّهامِ وقدِ انكسرتْ في قلوبهم
أقاموا مهرجانًا لدموعهم التي ضاعت سُدًى
.
هم،
تعرفونَهم
سِيّرُهم أصدَقُ ما كتبتْهُ البشريةُ في سِفْرها
.
العُشّاقُ،
أولئكَ الذينَ من غُربتِهم أخذْنا الأغاني
ومن قلوبهم أضأْنا الشموع
.
العُشّاقُ،
سَليلو الأناشيدِ
وخالقو السِّحر
ومؤسّسو القصائد
الذين لا يعرفُهم أحد
.
هُم،
بدونهم الأرضُ
مجرّدُ كرةٍ تتقاذفها المجرّات
.
هُم،
بدونهمُ السماءُ
مجرّدُ فراغٍ لا يعني أحدًا
.
الملائكةُ أخدانُهم
والأبالسةُ أعداؤُهم
.
خُلقوا في المراراتِ
عجنتهمُ الأهاتُ
وخَبَزَتْهم الأغاني
.
يتقلّبونَ في ما لا يُرى،
عوالمُهم لا يدخُلُها إلا القدّيسونَ
والغرباء
.
أوّلُ المُتّقينَ غضبةَ القلوب
وآخرُ الواصلينَ للرضا
.
العُشّاق،
سببُ النّايات
سببُ النجوم
سببُ ما سيتبقّى في هذا العالم بعد غيابهم :
الأحزانُ والجُحود
.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق