عالم القصه

محمد غنيم

رائحة الدخان

رائحة الدخان
قالت له اكتب لعلَّ الكتابة تكسر حاجز الغربة الذي ألمَّ بك، نعم رحلت وجعلته غريبًا في عقر داره بلا روح، جسدًا منهكًا يحاكى الطبيعة لا أكثر، كلما سجى الليل ذهب إلى المقهى يختلي بنفسه بين كركرة الشيشة وصوت اصطدام الملاعق ورنين الأكواب والصوانى المحمولة على كفوف النادل، بينما ينهشُ طائر الوحدة بمخالبه في صدره وكأنَّه يفتك بقلبٍ ميتٍ، أخذ يلملم أوراقه وهو يتناول فنجان القهوة العاشر في حضرة غيابها، يتأمل الدخان بزرقته وكأنَّ صورتها تتراقص على كلمات أم كلثوم وهي تشدو”ياحياتي أنا كلي حيرة”، إذا كان التدخين طقسًا عابرًا يزيد التركيز كما يظنُّ المدخنون؛ فالتدخين في نظرها ما هو إلا رائحة حريق التبغ وأوراق المعسل، نعم كانت”هالة” تعشق رائحة الدخان وتكره التدخين؛ والآن لا يملك منها سوى صورتها التي تتمايل مع الأدخنة وروحها التى تحتضن رائحتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق