في رثاء القرى….
# عبد السادة البصري
الزهرُ المنثورُ على الكتفين كليلٍ صيفيٍ مفعمٍ بأريج البستان الغافي عند ضِفاف الشطِّ المتلفّع بالنغمات المشبوبة بالهمس المتسامي فوق شفاه الشوق …
ينشرُ ظلَّ الألق القدسيِّ ليبعثَ في روح القرية أحلام طفولتنا في ( الكاروك) !!!
تتمازج أحزان الأرجوحةِ في ساعةِ عيد الفقر لتملأَ سعف النخل حنيناً للتمر المتساقط فوق خدود الأرض !!
ــ هل تعلمُ لحظات البهجة عن حزنٍ سيجيء نواراً في سؤلٍ يشبك أعواد براءتنا في تلك الغفوة ؟؟!!
ــ أم تتمنطق بالأوهام المتصاعدة في النَفَسِ المتهامي منذ صباحات الدفء المتكور في صدر الصبية ؟؟!!
الصبايا يطربهن النرجس والقداح الطالع مابين نخيلات النهد ويمضين على مضضٍ مثل الماء المتدفق من عطر الأثداء المحمومة بالرغبة ..
ــ هل الرغبات المكبوتة تفتح شباك العمر على الساحات المملوءة بضحايا الزلزال المتأرجح مابين الفخذين ونهر اللذة ؟؟!!
ــ أم تقبع في ظل الكهنوت الحتمي المتصارع في جوف العشب المتهالك فوق (مصاطب) أحزان القرية ؟؟!!
القرية تنأى ،،
بيوت الطين تغادر أحلام الرقصات الممنوعة عند (ميازيب)
شتاءٍ مهووسٍ بالدربكة المطرية قرب شبابيك طفولتنا..
ــ هل تقعد محسوراً مغلول الكفين على وهمٍ ينبجس بعقل الفتيةِ …أم تتصافح والأفخاذ المهزوزة في ساعة سكرٍ عبثية ؟؟!!
النسوة يملأنَ القِرَبَ المصنوعة من عطش الصبار ،بآهات الليل وحنينٍ يتضاجع واللهفة بصدر فتاةٍ أحزنها هجرُ فتاها ،،تركض مابين النخلة والبيت..
ترسم خطاً شاقولياً للفرح /الحزن /الوهم /الحلم /وصيف اللذة،
تُبعد مابين الساقين ..
تمطر أحلاماً نامت قرب وسادتها في ليلة عيد،،
دروب القرية تنأى…
تتلاشى،،،،،،
تنفكُّ الأرجوحة…
تقعي…فوق العشب النازف منذ سني القهر الأولى..
تهدل بضع حماماتٍ،،
تمضي في لغوكَ أشبه بالممسوس ..
تبحث عن قمرٍ يأتي ولا يأتي…
بوحك يكثر..
يخمط أردية الثوب ويفتقها..
كي تبرز عند الصبح مفاتن قريتنا المحمومة بالآهات ،،،ووهم خريفٍ يتلاشى !!!!