عالم القصه

محمد سالم. / مصر

سردية (كبير الرسامين)

 

كان أبى كبير الرسامين فى القصر، ذات يوم قال له الملك، (امح الشلال الذى رسمته على جدار غرفتى، خريره يمنعنى النوم)، أبى محا الشلال، وراح يرسم فوق الجدار حديقة، امرأة الملك وجواريه رحن يلعبن فى الحديقة نهاراً كاملاً، وأبى ظل طيلة الليل يحدثنا عن جمال حديقته، فى الصباح جاء رسولٌ من الملك، (يا كبير الرسامين، إن الملك يريدك الآن)، فجلسنا نقتسم الهدايا التى سيعود بها أبى، بعدما يعطيه الملك أجر ما رسم له، عاد أبى حزيناً ومكتئباً، قال إن الملك أمره أن يزيل الحديقة لأن وردها كاد أن يخنقه، وأن العصافير أزعجته فلم يذق نوماً، أبى الذى حزن، كلف رساماً عادياً أن يتولى الجدار، الرسام العادى، أقام فوق الجدار حرباً ضروساً فلما حمى الوطيس، كاد أبى أن يعنفه، لكنه آثر أن يعود إلى البيت كى يستريح، استغرق الأمر يومين كاملين ليسترد أبى عافيته، ويعود إلى القصر، حاجب الملك أوقفه، قال إن الملك يغط فى النوم وإنه أقالك، استدار أبى كى لا يرى الحاجبُ دمعه، وحينما هم أن يعود، خرجت من جدارية رسام عادى قذيفةٌ حطمت رأسه.
(من مخطوطة بعنوان، سيرة ذاتية لرجلٍ تافه ووحيد)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق