شعر فصحى

احمد انيس /مصر

بيت جدي

ون

يقولون إن اليوم ذكري جدي
يقولون أيضاً إنهم سيهدمون بيت أمي
برجاً ما سيصعد علي أنقاضه !
خبرٌ يليق بجهوزية شاعرٍ مفلس للبكاء
فرصةٌ لهزيمة الدمع المكابر
متي توقفت ؟
هل تذكرين أخر مرة ؟
يقول أحدهم إن البكاء يطهر العين
لا أري الأشياء واضحةً منذ حين
يصر الطبيب أن عيني بخير
ربما لا يدرك المأزق
حسناً ، فلنبدأ إذن
لا بأس لو إستعنا ببعض التمارين البسيطة
يريدون هدم بيت أمي
برجا ما سيصعد
تبدو أبيات أحمد عقل صالحةً هنا
( تعلي العماير فنادق / نختنق وبينا البراح يضيق )
بعض الحنين إلي أول الأشياء
سرد سريع للذكريات
هل ستسعفني الذاكرة
فلنكتفي إذاً بمابقيَّ في الروح
أول خطوة
هل كانت هناك أم في بيت جدي ؟!
أول سيجارة من عُلبة أبي
أول تلصص علي الجارة الحسناء
حتي هذه لم تكن هناك
أحب بيت جدي أكثر
تطاوعني ذكرياته دون مواربة
ربما أحب جدي أكثر
أو أن جدي هو الذاكرة
يقولون إنه مات
وسيهدمون بيت أمي
وأن برجا ما سيصعد
أقول شاخت ذاكرتي
وأحب بيت جدي أكثر
ربما لاشئٌ حقيقي يربطني بهذا البيت سوا أمي
وأمي أكبر من قصيدتي
وأوسع من كل البيوت
لماذا إذاً كل هذا الثقل
ولماذا لا أبكي
فلنجرب أحمد عقل مرةً أخري
( تعلي العماير فنادق / نغوص وتصبح رؤسنا أسفلت الطريق )
برجاً ما سيصعد
جارة حسناء
سجائر أبي
بيت أمي …
لا فائدة
ملعونة هي المسافات
فلست بحاجةٍ لكل هذا
فقط تلك الرأس الثقيلة
تتوق لصدركِ

١٩/٥/٢٠١٤

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق