تحتَ خريفِ أنايَ
—————-
مثل عاصفة في مهبّ السماء
لم تُشحَن بفتيل انفجار
تلوكها الرياح بين فُكوكها
فاقدةً لمعطيات اكتمال النشوء
لا غيمةً تشكّلتْ
ولا تزاوَجتْ مع تيّارٍ مُثمر
مع أنَّ هيجانَ صدرها أكبر من رئتي….
منزويةٌ ثورتي الآنية
في قُمعٍ كثيفِ الانسداد
مسلكُهُ عديم الفهم
لا يسمح بتسرُّب ذهولِ
هُويَّتي القعيدةِ وحسرتَها…
باهتةٌ أجراسُ الساعات
وأنا أنشودةُ آهٍ في عُقْرِ وحدتي
ودمعةٌ خرساءُ
تتوهّجُ في وثيقة الولاء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في كآبة لحن الأماني
تحنث الأوتارُ بعهود العزف
من أكون في عُرف المرايا؟
إلا ظلّ اغترابٍ وبقايا ذاتٍ
شاردةٍ ترنو من ثقبِ واوٍ
بين أمسٍ وحاضر
أو بِضع شعيعاتٍ ثملةِ الخُطا
اجتذبَها غربالُ منشورٍ
بدّدَها لشرائحَ ضوءٍ حافٍ…
حنينُ النفس غير مُجِْدٍ
ككثيبِ نملٍ مازِنُه هَشٌّ
لا عُقبَ له …
كلَما تعمّقتْ رُؤايَ
في ملامحَ حولي لا أعرفني
الصّمت صورةٌ مَكينةُ النّموّ
ومساءٌ من فصلٍ شحيح
عادتْهُ وِفادةُ الذكرى
ورقة …ورقة
كل سطر به أمنية حبيسة
مُعلََّقة في أوردتها جرعات أمل
آسنة الحلم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مُتشعِّبةٌ حُمّى فوضايَ
أفكر في شيءٍ
أهمسُ بشيءٍ
أفعلُ شيئاً آخر ….!!
هذا التخبط
ما بين مفازة وربوة
سفحُها هارٍ طينُه
إلى عرَاءِ ضياع …قابَ شهقة
يكاد يسحب ضوئي… بلا هوادة …
أوّاه …ما أشنع مجرات العتم
ربّاه … ما أفظع بلادة المُنغّصات !!!
سُحب المبتغى ترعد …ليعاودَها التقزّم
إلى نُتَفٍ مشظاةٍ عقيمة الطرح …
أنشر آمالي للغيث
قطرة تمحو قطرة
الكل مبنيٌّ للمجهول
مُرهَقةٌ لبناتُ تحمُّلي
تلك مفرداتُ المتاهة
…. فكيف الخروج….؟!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يا أنايَ القابعة في جوف الخريف
وردة زرقاءُ أنتِ
تتوسّدين ربيعاً ضلّتْ عنه فراشاتُه
هنا غابتْ فُحولةُ الماء…
إنّما على ذمّة البقاء
حين انقشاعٍ رحيمٍ لثرثرةِ الهذيان
تهمس بنبرة رجاء عاصفتي الحائرة:
عِمِي ترقُّبا يا فلذة التمنّي
تجهل الرياحُ بوصلةَ اتجاهَها
وقدْ تركبُ إحدى فصول دورانِها
مُتونَ البحر ويُنجبُ المُزنُ
ما يشتهيهِ الفيروز.
،،،
نبيلة الوزاني ( المغرب )