شعر فصحى

ريتا الحكيم /سوريا

اللغة بيننا ٠٠٠٠٠٠تراهق احيانا

اللغةُ بيننا.. تُراهقُ أحيانًا

لأنَّ الكلماتِ لم تجد لها مكانًا في النَّصِّ، أزهرتْ قصيدةً
في قلبِِ صبيَّةٍ منحتْ جسدَها لشيطانِ الشِّعرِ الرَّجيمِ.
ليس كلُّ ما يُتلى جهرًا، يُقرَأ بلغةِ الجسدِ
وليس كلُّ ما يُلحَّنُ يُسمعُ بلغةِ الرُّوحِ
*
اللغةُ لونٌ محيِّرٌ
تراهقُ أحيانًا
تعشقُ
تترمَّلُ
وتتوهُ مرَّاتٍ ومرَّات عن بوصلةِ البيانِ
فتقطعُ صِلةَ الرَّحِمِ مع القارئِ خشيةَ أن يُقبضَ عليها مُتلبِّسَةً بجُرمِ الاستفاضةِ المُمِلَّةِ أو التَّكثيفِ الممسوخِ
لمحتُها في مرآةٍ مشروخةٍ تصبغُ شعرَها بالحبرِ
تتألَّقُ للحظاتٍ..
يتمايلُ خصرُها النَّحيلُ
ويتهافتُ عليها المُعجبونَ
وهي بغرورِ أنثى جميلةٍ تتعمَّدُ ألَّا تُزرِّرَ ثوبَها الأزرقَ؛ فيتهاوى القرَّاءُ على جسدِها ويُمعنونَ في تقبيلِهِ.
*
الحَدسُ.. ليس مُتاحًا هُنا لمَن يعجنُ خوفَهُ بعَرقِ القصيدةِ ويتلكَّأُ في نظمِها
الحبُّ بالنسبةِ له فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ
والحبيبُ ضميرٌ مُستتِرٌ
قد يطرأ تعديلٌ مفاجئٌ ويغدو الحبيبُ ضميرًا متَّصلًا
فترمي اللغةُ خلاخيلَها وأساورَها
وتطأ السُّطورَ كراقصةِ باليه مُحترفةٍ
*
يسجدُ النَّصُّ على ركبتَيهِ طالبًا الغفرانَ
ترفعُهُ اللغةُ من تحتِ إبطيْهِ..
تمسحُ دموعَهُ
وتأخذُ بيدِهِ إلى حَلَبةِ الرَّقصِ
ويبقى بياضُ الورقِ محطَّةً حصريَّةً لأهواءِ الكاتبِ
وتقلُّباتِ مِزاجهِ
والكلماتُ قطعُ سُكَّرٍ تذوبُ في فمِ اللغةِ
وتنثالُ لحنًا شجيًّا على جسدينِ عاريَينِ يَنشُدانِ
مُتعةَ الاستماعِ

ريتا الحكيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق