الأسود الذي استباحني
هنالك ..في البعيد
في البعيد المتناهي
….والناتئ عن قشرة الروح
وحيثما تهنئين برقادك علي جمر غمامة
تستطيل كعمر نوح
وحيثما تسوقين النجوم ألي حتفها
وتمارسين اعتقال المجرات التي تمردت
رأيتك خنادق وسيعة كمدي
ومتاريس تسبح في لهب الهاوية
أي متاهة
تلك التي تخلقت بين شفتيك
ثم اصطفتني
وأي شمس
هذي التي تساقطت صرعي أشعتها
ثم تدثرت بي
أنت مقبرة
نبتت علي جلدي
وتفيأت تحت ظلالها الزلازل
بعقيرتي حاولت التشبث
ولم تقفز الفراشة لنجدتي
وحدي ظللت أقاوم الأحمر العنيد
وأهدهد الرمادي
وألاطف الأسود الذي استباحني عشية
وأنت….
…….ياربة الثابت
يامن تكهربين دمي
وترشين مواد انفجارك في عروقي
لك وحدك ..تعويذة الشتات
هل ستحقنينها في
أنا المحارب الذي يأكله العراء
ويسيج أقبيته الهباء
اقرئي ما تشائين من ترانيم الحريق
فلن يخرج الجني الذي استقربي
فقط أفكر
كيف أنزع من التاريخ جغرافيا دمي
وأعبد النيل بانفعالي
أو أهيئ الضحى لاحتمالي
أعلم
أنه لن تصطفيني الشوارع
ما دمت تهندسين البيوت بما
تيسر من الزوابع
لن تقبل العواصف انتصاب النخيل
ولن تغني الحقول ألحان السواقي
أية عصافير ستصدح
في حضرة النسور
وأية فراشة
ستقع في شرك عنكبوت
ثم تضحك
ما من جبل إلا وخافها
وما من جدول إلا وجف حين ارتآها
لها قوة “الكاريزما”
ودلال الدمار
مسبية لها البيارق التي ظلت
تقدر مشيئة العالم
ولي ذالك البعيد
البعيد المتناهي
والناتئ عن قشرة الروح
ولكم
أجنة الفناء
شعر
امبارك ابراهيم