لا رغبة لدي في كتابة قصيدة
وهذا الوابل من الرصاص يهطل عند كُمّ بيتي
صاحب هذه البندقية
يسرّح مزاجه بمشط ذخيرة
بينما طفل يتهجّى كلمة وطن
يقفز مرعوباً من حرف إلى حرف
مع كل طلقة يفتقد الروح الساحرة
التي تنبثق عنها هذه الحروف الطيبة
بينما وتر يغيب
في ضجة الدوي
وامرأة تذهل عن طبيخها
وسيدة عجوز تسأل
هل اقتربت الحرب من سريري ؟؟
——-
لا رغبة لدي في السمر
القنوات مكتظة بأخبار الحروب
والمذيعات أضعن الابتسامة
في ضجيج التقارير المحزنة
صفحات الفيس بوك
تهطل بالمناشير الركيكة
وتشتعل بالشتائم المقذعة
والأصدقاء متفرقون
يدخلون الليل من أبواب متفرقة
——-
لا رغبة لدي في السفر
ليس لدي واسطة
وليس لدي جواز سفر الكتروني
بالله عليكم
كيف أضع هذه الصورة المليئة بالبؤس والتجاعيد
على صفحته الزرقاء اللامعة ؟
ليس لدي وجهة
وكل مطارات العالم تزدرينا
وكل كلاب العالم تتشمم ملابسنا
وكل كاميرات العالم تنظر إلينا بريبة
——-
ليس لدي رغبة في النوم
الليل في نوفمبر طويل جداً
لا فراش وثير
ولا رغبة في مؤانسة
ولا مقدرة على مواجهة كل هذه الكوابيس
——-
ليس لدي رغبة في شيء
ليس لي
سوى أن أتوسد ذراع الأرق
وأفتش في جراب الذكريات
عن ما يسكت جوع الرغبة
للأمنيات المستحيلة …
…………………………
جمعة عبدالعليم
