أنت لا تشبهني، وأنا لا أشبهكَ
**
ملاك أنتَ
لا أجادل في هذا الأمر
عرفت ذلك من أجنحتك السبعين التي نفضتها جميعاً لحظة أن لمحْتَ تاءَ التأنيثِ على متنِ السروال الجينز
لحظتها، انكشفت لي أنامل يدك اليمنى
التي طالعتني لواعج نيرانها
أنت لا تميلُ للسكريات ولا تقنَع بالحرافةِ الخفيفة
أنت تفضل الفلفل الأسود المطحون لتوه والـــ هوت بابريكا
وتقدّس الشطة الحارة
أناملك قرينتي القاطعة على أنك ملاك
أنملة السبابة مثلاً؛ تشير إلى نقاط الحرائق فتشتعل النقاط من قبل أن (يتماسّا)
وأنملة الخنصر؛ ما إن مسّت، دون قصد، طبعاً مفتاح الهاء على الكيبورد حتى انصهر لتوه المفتاح
أنملة الابهام؛ أكسيجين خالص
هو لا يشتعل
فقط يساعد على الاشتعال
وأنملة البنصر؛ كان مزاجها زنجبيلاً
وأما أنملة الوسطى
يا أنملة الوسطى
فنارٌ على نارٍ
ملاكٌ ملاك
ملاكٌ، ومن ظَهرِ ملاك
ولأنك ملاكٌ، أنت لا تستريح لوضع أداة التشبيه بيننا
متمسحاً بما ورد في سِفر التكوين الذي صاغه أسلافك من ذكور الملائكة
أنا لا أجادل في هذا الأمر أيضاً.
أنت لا تشبهني وأنا لا أشبهك
هل تشبه التي تصنع مع الأرض زاوية قائمة، فاذا ما غنجَت، أخرجَت لك مما تُنبتُ الأرضُ من ناياتها ودفوفها
وإذا ما شهقَت، تنفّس لك الليلُ عطوراً بنفسجية
وواتتكَ الرياحُ صاغرةً من الجهات الأربع
وإذا ما صرخَت، انفجر الكونُ انفجاره الكبير، وعادت الثقوب السوداء سيرتها الأولى
هل تشبه التي تصنع مع الأرض زاوية قائمة، فتلد حياة،
الذي يصنع عليها زاوية مستقيمة لا تقدّم ولا تؤخّر
هل تشبه التي هي فوق
الذي هو بالأسفل
وهل التي لها تاء تأنيث كمن لا تاء له
هل تشبه التي تأتيها القرابين ملايين لاهثة لتتخير منها واحداً
هو أعظمها تهبه حياة، وتنبذ الباقي لبالوعة الصرف، هل تشبه من لا تأتيه قرابين .