شعر فصحى

محمد النعيمات

أربعون عاماً
ليست بالعمر الهيّن
أربعون عاماً
تبدو كافيةً
لتشرح لأحدهم
– بحكمة من اختبر الحياة
وأنت تضع سبابتك
موضحاً في التراب –
أنك من المفترضِ
أن تكون الآن هناك
ولكنك لأسبابٍ كثيرةٍ
عصيةٍ على العدّ
لا تعرف ابداً
كيف وصلت إلى هنا
وتعود لتحرك سبابتك
تماماً في الإتجاه المعاكس
أربعون عاماً
تبدو كافيةً أيضاً
لتقول له :
– بثقةِ من خاض التجربة –
أن الشجرة التي
وجدت حياتها
بساقٍ واحدةٍ
في مترٍ واحدٍ مربعٍ
من الارض
ولم تبرح مكانها
أكثر حكمةً من الإنسان
وأن الإنسان
بساقيه النحيلتين
ومخيلته الواسعة
كائنٌ أرعن
أهدر نصف عمره
راكضاً خلف حياته
ولكنه – يا لخيبته –
في النصف الآخر
أضاعها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق