شعر فصحى

سامية خليفة

لبنان

إثم وهداية

أيُّ إِثمٍ ضاجعَ اللَّيلَ فأثمرَ حُلْكَةً
هكذا مدنُ الجحيمِ
تثمرُ في الرّوحِ الضَّجيجَ
تُنبتُ المخالبَ
وبالأقدامِ
تسحقُ الجسدَ السَّقيمَ
لملمي يا روح أشتاتَك
المتفرقة
هكذا حدثتْني نفسي
الثّائرةُ
كم تنازعتْك همومٌ
حتّى أضنَتْ اثقالُها الفِكرَ
فتهالكْت منكسرةً
وقد جف بك نُسْغُ
عودك
عساك ما
تأخرت عنْ رصْدِ الأماني
فأنت ما ادّخرْت في حَصّالةِ العمرِ
سوى الأوهام
كم تنازعتْك الهمومُ حتى
تهالكت متْعبةً
على مقعد الخيبة
هناكَ جفَّ بك نسغُ عودك
وانقطعتْ بك سبلُ الأحلامِ
لا أفقَ لا امتدادَ
يلمعُ في سماءِ الرَّجاءِ
تكسَّرتِ الأنوار
أينَ انثيالاتُ الجمالِ
كلُّها اختفتْ
عن الخارطة
ليت الروح طوِّقتك بالضِّياءِ
نقّتكِ من لوثةِ الجنونِ
أيا نفسُ
كم أغوتْكِ المفاتنُ المرتعشةُ
تحتَ غلالةِ المكرِ
فأصغيت
لرنين الذَّهبِ الأصفر
وقرت عيناك
لبريقِ اللّامعِ الأسوَدِ
أعيدي لبريقِ المجد زهوتَهُ بالعزَّةِ
كفّي عن الهذيانِ
ستنفدُ يوما
سيولُ الحَصّالةِ
عودي من سفر سباتٍ
تجاوزتِ بهِ
سباتَ أهلِ الكهفِ.

سامية خليفة-لبنان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق