شعر فصحى
الشاعرة فاطمة البرجي
في سرير الوحيدة
القهوة سوداء ومرة..
الوسادة بيضاء,
الأفكار بيضاء,
النوايا أيضاً بيضاء ومطرزة بخيوط من القصب.
الحلم وردي ومسيّج بالنجوم
الليل فضي..
ملاءات السرير هي أيضاً,
محاطة بسياج من الملائكة,
وبرسوم صبيان صغار يلعبون ب” الكلل”, ,
او بلعبة القراصنة وكلمات الحرب..
على الطرف الآخر,
بنات صغيرات يلعبن لعبة “نط الحبل”
أو لعبة ” العروس على المحفّة”…
الحياة والموت تحت السرير,
يلعبان اللعبة نفسها,”
الغميضة كل يوم”
أو ” بيت بيوت” فوق هبوب الهواء
وتساقط أوراق الشجر…
من قلبي أخرجتُ حقيبة الشوق الإخيرة
لهذا المساء,
ولا أدري أين وضعتها!!
لا أظن الرياح قد حملتها بعيداً
فحقائب الشوق مشدودة بحبال الذكريات ,
ولا أظن انها خلف خزانة الممر,
فما من جدران هناك
تسند ظهر النسيان …
أين الشوق إذن, أين الشغف….
أين القلب, أين روح الحقيبة وأين جسد الذكريات؟؟
يا لها من حيرة,
ويا له من ضياع!!!!
لا أظن أحداً يحتار حيرتي..
لا أحد يبحث عن المساء مثلي….
لا أظن أحداً يفعل مثلما أفعل الآن,
لا أحد يجلس مثلي على طرف السرير,
في مزاج ليل سوداوي,
يفكر افكاراً بيضاء,
يشرب فنجان شاي أخضر
ويتحضر لنوم طويل قرمزي,
وحلم وردي مسيّج بأجنحة وغيوم,
أجنحة ملونة
وغيوم بيضاء و… سوداء