شعر فصحى

الشاعر عيد صالح

من أكون

لست الذي يكتبني الآن
ولا من تقمصني
أو تناسل فيَّ من أعراق كثيرة
دعك من نقاء العرق
ومن خزعبلات الأنثروبولوجيين
ومن الانتلجنسيا والمنسلخين
حتي ابن نوح والزرقاء
وفرعون موسي والحواريين
دعك من حكاية الجين
واللهاث خلف سحابة عجفاء
وخيالات ضامرة
لا أحب الشعراء المحلقين
والمغرقين في المجازات
كرقصات الأهلة في عراء الفصول
ومضاجعة الخنافس في أحضان أبي الهول
وانتحال السائح المترنح
والحارس المتبجح
للملك الإله الفرعون
حين يخرج من التابوت
يتفقد الرعية في ملكه الضبابي الغارب

من أكون اذا
لأقبض علي العالم
وأضعه في حافظتي
التي سرقها كيوبيد
وأطلقه في وحشتي
أجترني كبهيمة
وأضرب بأظلافي في حظيرة بلا أسوار
وأصرخ في ولادات متعثرة
لحمل كاذب
لسيدة عاقر
لم تخادن أو تضاجع
لم تستند لجذع
أو جدار
لست الذي كان
يصعد الصخرة
ويهوي علي الأرض
أو الذي تأكل الطير من رأسه
وهو فارد ذراعيه في الريح
لا يهدأ أو يستريح
إنما أنا لست أنا
فاعذروني من هلوساتي
وركام الكلام

عيد صالح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق