شعر فصحى

الشاعر شربل سالم

المستبد بالذهن

لمستبدُّ بالذهن …

عندما أفكرُ بكِ … تصبح كل الأشياء من حولي أقل شأناً …

و قيمةً كأنني أبحثُ عن حيز آخر في هذا الواقع

. كم هو مريح و هادئ هذا الحيز لكِ و لي

يمكننا أن نقطع فيه أينما شئنا … أنا في هواجسي و أنتِ في القصيدة .

لكنني لا أنكر …

عندما تكون الكتابة عنكِ …

يصبحُ الإفصاح عن الأفكار أمراً صعباً فهي لا تتحمل استخدام الأدوات التجميلية أو المبالغة بالتذويق .

كأن هذه الأفكار تبحثُ عن الإستثناء و التميز

و ترفض أن تتحول إلى مجرد نوع بين الأنواع

فهي تطالبني بالإعتراف بها و تبدي مقاومةً كلما حاولت تحقيق وجودها .

المسألة إذاً إيجاد لغة ..

لغة جديدة و متحررة من كل القيود النحوية و المنطقية التي تفرضها علينا عاداتنا

و مجازاً مرسلاً من سماء مجهولة

لأشحنها بصور لم تطف في خيال شاعر من قبل .

علي أن أجد كلمات أستطيع من خلالها أن أخلق الصدمة الشعرية …

كلمات لاتلتزم بالمقاييس التي تأسر الفاعلية الشعرية في جنس أدبي محدد ….

كلمات فيها ما يكفي من المرونة حتى تتكيف مع حركة هذه الأفكار و تموجاتها .

لا يمكن أن يوجد شاعر بلا هواجس فالفكرة جالبة الحدث

تدمر كل ما هو قائم

و هي لا تموت عندما نفكر بها

ذلك لأنه يمكنني أن أفكر بها مرةً بعد مرةً

فينمو معناها طيلة حياتي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق