لمستبدُّ بالذهن …
عندما أفكرُ بكِ … تصبح كل الأشياء من حولي أقل شأناً …
و قيمةً كأنني أبحثُ عن حيز آخر في هذا الواقع
. كم هو مريح و هادئ هذا الحيز لكِ و لي
يمكننا أن نقطع فيه أينما شئنا … أنا في هواجسي و أنتِ في القصيدة .
لكنني لا أنكر …
عندما تكون الكتابة عنكِ …
يصبحُ الإفصاح عن الأفكار أمراً صعباً فهي لا تتحمل استخدام الأدوات التجميلية أو المبالغة بالتذويق .
كأن هذه الأفكار تبحثُ عن الإستثناء و التميز
و ترفض أن تتحول إلى مجرد نوع بين الأنواع
فهي تطالبني بالإعتراف بها و تبدي مقاومةً كلما حاولت تحقيق وجودها .
المسألة إذاً إيجاد لغة ..
لغة جديدة و متحررة من كل القيود النحوية و المنطقية التي تفرضها علينا عاداتنا
و مجازاً مرسلاً من سماء مجهولة
لأشحنها بصور لم تطف في خيال شاعر من قبل .
علي أن أجد كلمات أستطيع من خلالها أن أخلق الصدمة الشعرية …
كلمات لاتلتزم بالمقاييس التي تأسر الفاعلية الشعرية في جنس أدبي محدد ….
كلمات فيها ما يكفي من المرونة حتى تتكيف مع حركة هذه الأفكار و تموجاتها .
لا يمكن أن يوجد شاعر بلا هواجس فالفكرة جالبة الحدث
تدمر كل ما هو قائم
و هي لا تموت عندما نفكر بها
ذلك لأنه يمكنني أن أفكر بها مرةً بعد مرةً
فينمو معناها طيلة حياتي .