( طائر أبو منجل )
أيّها الأصلع كرجل عجوز !
لم يتركوا لك جرف صخرة
لتعيش وحيداً في القصيّ من البادية
كراهب في السّهب
لم تعطهم كما القبّرات واللقالق والحبارى
أوّل الخيط ليصطادوك من ذنَبٍ كحشرة
لم تفهم مملكة الطير
أنّك نباتيّ
وأنّك تنفرمن طعام الماء الرّاكن في السبخات الآسنة
واخترت الـتأمّل في سيرة السابقين من البشر
وكلّ ظنّك
أنّه هنا في صحراء تدمر
لن يعثروا عليك حيث كلّ شيءٍ شائك حتّى الهواء
حيث لن يتابع فهيم واحد رحلة البحث عنك
طالما سيقطع عليه هدأة استراحاته
حشرجات تتسرّب من عمق الأرض
وتعلو كلّما مرّ سرب بطّ برّي يطير عكس السّراب
كم ضيّعتهم وهم يقتفون ظلّك في نسمات الصّبا
ورجع أغانيك في شقوق الكمأ الناعمة يتردّد في الرّمل مبحوحا كموعظة حكيم
أو يردّدة الزقزاق الشّاميّ وهو يهاجر : ” تشارْك تشارْك تشارْك ”
من أين لك هذه المسحة الزرقاء على الجبهة والحاجب؟
كيف لهم أن يصلوا إليك؟
ألم يقل المتقاعدون في المحميّات :
لقد انقرض كما كلّ الطيور التي تحلّق على نحو مستقيم
ولم يبق منه غير الحكايا في سهرات الحماد ؟