شعر فصحى

رشيدة المراسي تونس

قيامة الساعة

 

قيامة الساعة
رشيدة المراسى/تونس

من ذاك الذي يمسك بيدي في الظلام
وينجو بي من الغفلة
أمي زارتني أكثر من مرة ليلة أمس
وكان عليّ أن أمسك بها
لأعيد صياغة الجملة الأخيرة
من نص السيرة الذاتية
أدوّن اعترافات اللحظات الأخيرة
لجندي هارب من المعركة بلا ذخيرة
لكن فاته أن يسرق خرائط الحرب
وأن يحفظ أسماء أمهات القتلى
والفارّين من العدالة الإلهية
كان لا بد أن يأخذ معه الساعة الحائطية
التي بشّرت بقيامة لحظة الصفر
وصنعت منها جملة عصبية
وفاته أيضا أن يهدم الجدار الذي
علقت عليه العقارب الصفراء
الساعة بالنسبة لي ليست
وحدة جيدة لقياس الزمن
إذا كانت عقاربها معلقة
بين جملة من الفرضيات المعقدة
أو متوقفة على قرار ضابط يترنّح
على زند غانية
أو كعب بندقية
الساعة بالنسبة لي قيامة
بطعم ملوحة الحنجرة
وبحرارة شعور الذنب بالخطيئة
وكأوّل قطرة ماء تسقط بامتنان
على كاحل الحزن وتغريه بفرح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق