سيمفونيةٌ لا تشبهُ ثوبَ فراشةٍ
سيمفونيةٌ واحدةٌ لاتكفي لمسحِ الغبارِعن شفاهِ قصيدةٍ مجهولةٍ.
أمواجُها تتّكئُ على خدِّ نهرٍ يجري في غرفةِ إنعاشِ الروحِ
بأيِّ اتّجاهٍ سوفَ تمضينَ أيّتها النخلةُ لأجلِ فوانيسَ مغلقةٍ ؟
بأيِّ قلبٍ ينشدُ الخريفُ تراتيلَ عيدٍ، والمرآةُ تحجّرتْ تحتَ ظلِّ نخلةٍ يابسةٍ
وحدَها رئةُ الوسادةِ لا تتقنُ لغةَ الثلجِ تغنّي كلَّ مساءٍ ناياتٍ من زبدٍ.
لم يودِعُ النهرُ نايَ قلبِهِ في واحةٍ سمراءَ ، وسفحُهُ ينزفُ نافذةً خرساءَ
لن يجدَ سوى ركاماً لجسدٍ مائلٍ
لا أحدَ يستطيعُ تقمّصَ وجهَ دالية ٍذليلةٍ ، ظلُّها تضيءُ إمبراطوريةً من عنبٍ.
ثمّةَ عاصفةٌ صفراءُ يجرفُها بكاءُ بئرٍ كاملةٍ، فهرسُها إبرةُ أمّي العتيقةُ.
لاتأتي الصّورُ الجماعيةُ دافئةً على حافةِ المقبرةِ،
مكبّلةً و أسيرةً في كوخٍ قديمٍ.
سيمفونيةٌ واحدةٌ لاتكفي لأحجيةٍ تترنّحُ خطواتُها تحتَ سماءٍ بلا أزقّةٍ.
فالحياةُ لا تعزفُ لنهاياتٍ أزرارُها تهيمُ فوقَ أرصفةٍ من دخّانٍ.
لا تغنّي مرآةٌ معلّقةٌ في عنقِ امرأةٍ ثكلى
لاتنهضُ الأمواجُ لغروبِ ومضةٍ نائمةٍ على كتفِ الرّيحانِ
سيمفونيةٌ لا تشبهُ ثوبَ فراشةٍ ؛ألوانُها بلا قطرةِ ماءٍ
كلّما شاركتَ خيوطَ لوحةٍ ضائعةٍ في تجسيدِ دورٍ
ينهمرُ ضوءُ الكلامِ على العابرين.
يبتعدُ الغبارُ ويغمضُ عينيهِ الغيمُ ،ليأتيَ المطرُ.
عدنان شيخموس
2020 / 8 / 4