شعر فصحى

رعد زامل العراق

وحل الوجود

1

في الأزقة كانوا دائما
ينتظرونني بصخب
ويودعونني بحجارة
مرة
على أطراف المدينة
شممت رائحة الذئب
فهرعت مسرعا إلى بئري
اليوم
وبعد عشرين عاما
من البئر
أرى المصابيح
قد أنارت طريق الذئاب إلى الفريسة
فأقول :
يا من ألفت بين الذئاب
والمصابيح
لماذا غريبا تركتني
مثل مصباح أعمى
يتعثر في بيت الوجود؟

2
حزين….
كآخرة قطرة زيت
في مصباح
وسعيد…
كمصباح بآخر قطرة زيت
يطارد الظلام
على أرصفة الوجود.

3

ما معنى
أن تولد في الفجر
بينما الشمس
لا أثر لها رغم البزوغ ؟
ما معنى أن تولد
منحني الظهر بإصبع مبتور ؟
ثم ما جدوى
أن تتزوج بعد ساعة من ذلك الفجر ؟
وبعد ساعتين منه فقط
تنجب ابنتك البكر
التي يسمونها الكآبة ؟
أيها الزاحف في الوحل
ما معنى أن تجلدك الشمس
وهي تباغتك بحرارة السؤال
عند الظهيرة
وما معنى أن تلملم الشمس أشعتها
دون سابق إنذار
وترحل قبل الغروب
الشمس ترحل
أما أنت فبلاهة تغيب
بلاهة ولدت في الفجر
وجلدت عند الظهيرة
واختفت قبل المساء
فلا تحمل
من الأوزار
ما يثقل ظهرك
أيها الماكث كالبغل
في
وحل الوجود .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق