شعر فصحى

سلمان داود محمد

هوى بغدادي
سلمان داود محمد
بغداد – العراق

(1)
العالم في غيابكِ اسكافي قديم
عاد الى البيت بأطراف صناعية
وكيس خطى ذابلة ..
أولاده أحذية وبناته قباقيب
غالباً ما يستقبلونه بـصيحة ونصف:
متى تأتي لنا بالشوارع يا بابا ؟!
أرواحنا جائعة …
(2)
الأغصان أصابعي
تتزيّن بالبرتقال
قبل أن تصافحكِ
وتلوذ بعدئذ في سلالك …
..
هذا العصير الذي في كأسكِ .. برهاني …
(3)
لم أستطع إلقاء القبض على حياتي ،
لقد نسيتُ أصابعي بعد المصافحة في يدك …
(4)
كـ ورد الإحتفالات
على عجل يموت الحب ..
بطيئاً ينكّس القلب أعلامَهُ ..
سريعاً تتبعكِ الحقائب
بطيئاً يأخذني فعل الأمر الى سكونه
سريعاً يهمس العالم لي :
لم يعد يهمني أمرَكَ …..
كلكامش أنا بالإكراه
غرستْ إخضرار العهود بي عشبتكِ
وسلّمتْ نفسها الطازجة
لمعلف الكلام ..
(5)
مَنْ سيأويكَ
غير وجهها
بعد إنصراف الليل
أيها القمر ..؟؟ ..
..
ومن سيمشّط شعركَ
بحنان نديّ
غير أمطارها
أيها الحريق ؟؟ ..
..
وهذه المسماة : ( حياتي )
كم ستضيع ، وتضيع دوماً
حين تتفانى هي
في تربية السقوف
في وضح المدن
وتنسى سمائي .. ؟؟ ..
..
وكم سيشعر الهواء
بضيق
في
التنفس … ؟؟ ..
وكم ســـــ ..أموت
بلا اكتراث من برجها الدلو
العائم كـ .. تاج دائماً
فوق أمواج دمعي
والروح بئر
أطاحتْ بها
فلول العطش …
(6)
وجعي بكامل أناقتهِ
وهجرانكِ كربطة عنق
ذمة في الرقبة …
(7)
لعِلّة ما في لغة الأفئدة
إستأصل أطباء الهجاء
واو المعية من بيننا ،
فذهبتْ فصولكِ الى مناخ غريب ..
وسخرتْ حصص الجغرافيا من خريفي
خريفي القابع منذ دهور من التلمذة
في نشيد قديم ..
أدركتُ بعد فوات الحنان
انني غلط كبير في كل درس
والمخلّص الوحيد للكسالى ،
أنا ببساطة شديدة ” جرس ”
يرنُّ عند تعرّض حياتي الممتحنة بكِ
للخطر …
لا أكثر …
(8)
تتضاعف أغنيتي وتفيض ..
ينقشعُ البارود عن الخرائط ..
وتصاب سطوح البيوت بوابل من زهور ..
يحدث كل هذا
عندما أكتبُ روحي
في صحيفة ممتلكاتكِ
ثم
أرفعُ بصحة ليلكِ
أنخاب ضو ء
وأشفى
من
موتي ..
(9)
أستعين بالحنين على ابتعادكِ
فتستقوين بأساطيل اللامبالاة على كوخ انتظاري …
أتوكّل على الله في اختزال المسافة
فتتوكلين عليه أيضاً بحذف الميناء من حلم البواخر …
متى ستنتهي حربنا المزدهرة هذه ..؟
متى .. ؟
والفكرة المتنازع عليها بيننا
مجرد جسر
يربط ” رصافة “* جرحي
بـ ” كرخ “* ضمادك …
……………………………………………..
*( الـ ” رصافة ” أحد جانبي مدينة بغداد على الجهة الشرقية لنهر دجلة ، والـ ” كرخ ” هو الجانب الثاني من المدينة وعلى الجهة الغربية من النهر نفسه )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق