طريقان
عبدالكريم كاصد
-1-
الطريق
الذي كان يسلكُهُ:
المنشدونْ
(شعراءُ الندى)
وفرسان تلك العصورِ القديمةِ
والنسوةُ الفاتنات
الأميرات
والناسُ يأتون
مثل ظلالٍ تلوحُ
ويمضون
مثل ظلالٍ تلوحُ
الطريق الذي كان يمتدّ أبيضَ
أزرقَ
إنْ لا مستهُ السماء
ويخضرُّ
يخضرُّ حين ترافقُهُ غابةٌ
ويرفّ، جناحين، إنْ مسّهُ طائرٌ
الطريق
الطريق
تلطّخهُ الآن بالدّم أقدامُ من عبروا
شاهرين سيوفهمو
في الطريق
الطريق
الطريق
-2-
الطريق
كنّا نعرفها:
المحطة القادمةُ، القريةُ البعيدة، المزرعةُ التي تلُوحُ في الأفق، السحابةُ التي تمرّ، الشمسُ تحتجبُ وتسفرُ ضاحكةً، المرأةُ تلوّحُ بعباءتها، الرجلُ يلوّحُ بعباءتهِ، السكّةُ تلمعُ في الضوء، الشجرةُ الوحيدة الخضراء، كغابةٍ، وهي تلمسنا بأغصانها مباركةً..
والطيورُ الطيورُ بأجنحتها الألف
كنّا نعرفها
أجلْ.. وهي تعرفنا
كيف إذنْ
غادرتنا الطريق؟