الثقافةشعر فصحى

عبد الوهاب الملوح

مديح الارتجال
عبد الوهاب الملوح
_1_
قلتَ ما ليس يكفي؛

غسلتَ يديكَ بسرٍّ لديكَ،

وألغيتَ كلَّ مواعيدكَ العالقهْ

في البياضِ مع الاستعاراتِ

والنسوةِ الآتياتِ من الأملِ الهشِّ

أو

من مُخيَّلةِ الألم المتكاسل ِ؛

ألغيت َ كلَّ مواعيد عُزلتِك الصَّاخبهْ،

بنكاتِ زوربا

وهواجس نيتشه

ورسائل فان كوخ

وانتظارات درويش؛

ثم انصرفت لشأنك،

ثمَّ جلست على مقعد في القصيدة،

ثمَّ مشيت تتابع موكب دفنك وحدك،

ثم قهْقهتَ

كالريح مُكنسةً تضحك في فم هذا السراب وتُنقذُ

أغنيةً من يديها..

ثم قلت صمتك

ما ليس يكفي،

بحاسَّتك الشجره

ارتفعت بجذور لها في الهواء.

قلت للحزن خذ بيدي؛

بين طاولتين كأرجوحتين

وتجربة مُرّة كالحياة،

تشرَّد قلب القمرْ

هكذا قلت ما ليس يكفي

تخيلت

تختلت

ثم مضيت خيالا لدمعة ما قلت؟

_2_

اني اندثر

روحي مليئة بالثقوب،
جسدي قشعريرة حلم مريض
وصمتي حطب لنار تشتعل
كحديث بين شجرتين أعقاب فصل الشتاء
ذاك الذي تركني عند المحطة واشتعل بدوره كان ظلي
وانحاز لصف الضباب
انفلت من بين ثقوب روحي واتخذ له قامة الانتصار
لم أعد أملك من صفاتي غير
قامة الريح
ذاك الذي ترك لي معطف الليل ومضى
كان جسدي تبرأ من أمزجتي
واختفى في كلام العابرين
فارتقي هذي الثقوب بالتفاتتك جهة روحي
اني اندثر

_3_

مديح الارتجال

لست كثيرا وأعرف إني لست قليلا
قلبي هو المشكلة
وصمتي هندي احمر مقيم في دمعته المُكابرة.
مازلت امشي حذو عمري وأوصيه بي خيرا
أو على الأقل لا يژعجني…
فأنا لا أجيد التحدث عني؛
أسيء ترتيب شؤون أوقاتي
أصدِّق شهية حدسي يأخذ بيدي مني
أصعد تلال البياض
هناك حيث تعجن امرأة ما ابتسامتها
موسيقى لمعالجة الكون من أمراضه المزمنة
اعرف ان قلبي هو المشكلة
وأعرف أنني لست قليلا
أفكني من فكيْ ضجري
لأمنحني فرصة الارتجال
نكاية في عمري.

_4_

قلبي المُنْشَقُّ

ما عدت أذكر من الأمل غير الألم؛
قلبي المنشقُّ عني رغم ثقوبه الكثيرة
لم يتشقق
لا يزال يقوم بوظائفه الأخرى كما ينبغي؛
يرتق الهواء بدقاته،
ويرقص كلما هتفت به ابتسامتها،
يأخذ هيأة
وردة
غيمة
نكتة
قصيدة نثر
أغنية لصالح عبد الحي
ثم
يتخذ شكل نهر ينبع من أعالي صمتها
قلبي المنشق
مازال يذكرني ان الألم احد اشتقاقات الأمل…

_5_
حفلة البكاء
لم يكن ثمت داع ان يلتقوا
غير انهم وجدوا أنفسهم في حلقة واحدة
تحلقوا حول رقصة وانشغلوا بالتصفيق
وفي كل مرة كان ينط واحد منهم يضيء الحلبة برقصته كيفما جاء
أمتدت الأيادي تتصافح
وقفوا جميعهم يحسرون الحلقة تقاربوا التحموا تحاضتوا
كانوا دمعة لقاء.
عبد الوهاب الملوح صيف قفصة تونس 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق