يجبُ على الشِّعرِ أن يكتبَه الجميع
_________________________________
(1)
في ثلاجةِ وحدتي دائما
ثمةَ قصائدُ مُتجمِّدة
كلما جاعَ أبنائي
، ولم أجد شيئا في بيتي آخرَ الشهر،
أُخرِجُ واحدةً
وأنزعُ عنها جلدَ التفعيلةِ نهائيا
ودهونَ الإنشاد
ثم أتبِّلُها بقليلٍ من المجازِ والفوضى
وأطهوها على مهْل
في شوَّايةِ أساي
(2)
بعد أن نجلسَ إلى الطاولة
يأخذُ الولدُ النصيبَ الأكبر
” ذكورِيٌ ” .. تُغَمغِمُ البنتُ ثائرةً كعادتها
فأطبطبُ على كتفها وأعطيها نصيبي
أما أنا فأكتفي بالجَناحَيْن
وأواصلُ التحليقَ عاليا
(3)
في المناسباتِ العائلية
تتذمرُ البنتُ عادةً أمامَ الدولاب
وتحارُ أيَّ فستانٍ قديمٍ تلبسُ
أنتقِي لها قصيدةً جديدةً لتقيسَها
فإن وجدَتْها قصيرةً
أزوِّدها ببضعةِ أسطر
– أوَليس فستانا جميلا يا صغيرتي ؟!
– “خنيق” .. وأقلُّ من عاديٍّ
أما الولدُ
فعوضا عن قميصه البالي
أختارُ له قصيدةً تشْبهُه
وأحبُكُها على الموضةِ ببنسَتَيْن من الجنبَيْن والظَهـر
– أوَليس قميصا مثيرا يا صغيري ؟!
– “جامد فحْت ! ”
سأدوِّخُ به بناتِ عائلتكم المجيدة