قصيدة بالحبر الأبيض
على مهل سأرسم الحروف
مخاتلا الكلمات:
أهمل التنقيط كي لا تعرف الكلمة معناها،
أقفز حروف العطف والجرّ.
لن أكتب “لا” في أول السّطر
كي لا يعرفوا أني أفكر
وسأهمل ذكر البلاد التي سوف يأتي منها الربيع،
لأنعم بالصّفرة الطاغية…
سأرسم الحقول بقلم الرصاص
وأترك النهر دون نبع أو مصبّ،
………………………….
ثم في عتمة آخر الليل
أفرغ جعب الألوان، وأبدأ التلوين والتنقيط،
لاشيء يدهشني مثل هذا الخليط:
البنات / النبات
الحبر / الخبز
السجن / الشجن
الحياد / الجياد
سيكون النهر أخضر
والقمح ورديا
والسماء لا لون لها
والأشجار زرقاء،كملابس العمال،
سأفرح حين تكتمل الصورة
ربما أقهقه عجبا وأنا ألاعب الكلمات:
ألفّها في فمي ثم أدحرجها خارجا، فيرنّ
بعضها، والأخرى تحدث دويا أو صفيرا، ثم تخبو…
سأرسل القصيدة صباحا
مهملا كتابة العنوان
حتى لا يقرأها أحد.