لم
أنمار مردان
لم تعرف أنني هنا
لم تر َ وجهي َ المجعد َ أمام خطوتِها
لم تر َعمري َ وهو يكبر ُ مثل َ كرة ٍ بلا هواء ٍ
لم تر َ شيخوخة َ صوتي المنفلت
من آخر قصيدة ٍ سقطت سهوا ً
وقامت بتلوينِ الشمسِ كما ترغب ُ
لم تر َ حتى شهوة ِ لقائي الطويل
وهو يتدلى على نقاطِها الفارغة ِ
كانت تظن أني مثلا
ساعي بريد ينقل الشتاء َ الواقف َ بالقرب ِ من دهشتي
أو سائق ُ الحافلة ِ العائد ِ من المقبرة ِ على أقل تقدير
أو متطفل ٌ ما ينظر ُ إلى أطفالِها بعبث ٍ
أو شخص ٌ يتفاجأ ُ باليافطة ِ السوداء ِ
ويشتبُهُ بينها وبين رأسي .
لم تعرف أنني هنا
الكل ُ يعرف ُ أني واقف ٌ
لكنني واقف ٌ مثل ميت ٍ
لا يستطيع ُ أن يحمي َ جثتَهُ من الشتيمة ِ أو يردُها …